والإشارة بقوله : ١٧ - ﴿ إن ذلك ﴾ إلى الطاعات المذكورة وخبر إن : قوله :﴿ من عزم الأمور ﴾ قال المبرد : إن العين تبدل حاء فيقال عزم وحزم قال ابن جرير : ويحتمل أن يريد أن ذلك من مكارم أهل الأخلاق وعزائم أهل الحزم السالكين طريق النجاة وصوب هذا القرطبي
١٨ - ﴿ ولا تصعر خدك للناس ﴾ قرأ الجمهور تصعر وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم تصاعر والمعنى متقارب والصعر الميل يقال صعر خده وصاعر خده : إذا أمال وجهه وأعرض تكبرا والمعنى لا تعرض عن الناس تكبرا عليهم ومنه قول الشاعر :
( وكنا إذا الجبار صعر خده | مشينا إليه بالسيوف نعابته ) |
ورواه ابن جرير هكذا :( وكنا إذا الجبار صعر خده | أقمنا له من ميله فتقوما ) |
قال الهروي
﴿ ولا تصعر خدك للناس ﴾ أي لا تعرض عنهم تكبرا يقال أصاب البعير صعر : إذا أصابه داء يلوي عنقه وقيل المعنى : ولا تلو شدقك إذا ذكر الرجل عندك كأنك تحتقره وقال ابن خويز منداد : كأنه نهى أن يذل الإنسان نفسه من غير حاجة ولعله فهم من التصعير التذلل
﴿ ولا تمش في الأرض مرحا ﴾ أي خيلاء وفرحا والمعنى النهي عن التكبر والتجبر والمختال يمرح في مشيه وهو مصدر في موضع الحال وقد تقدم تحقيقه وجملة
﴿ إن الله لا يحب كل مختال فخور ﴾ تعليل للنهي الاختيال هو المرح والفخور هو الذي يفتخر على الناس بماله من المال أو الشرف أو القوة أو غير ذلك وليس منه التحدث بنعم الله فإن الله يقول :
﴿ وأما بنعمة ربك فحدث ﴾