واللام في ٤ - ﴿ ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ للتعليل لقوله لتأتينكم أي إتيان الساعة فائدته جزاء المؤمنين بالثواب والكافرين بالعقاب والإشارة بقوله :﴿ أولئك ﴾ إلى الموصول : أي أولئك الذين آمنوا وعلموا الصالحات ﴿ لهم مغفرة ﴾ لذنوبهم ﴿ ورزق كريم ﴾ وهو الجنة بسبب إيمانهم وعملهم الصالح مع التفضل عليهم من الله سبحانه
ثم ذكر فريق الكافرين الذي يعاقبون عند إتيان الساعة فقال : ٥ - ﴿ والذين سعوا في آياتنا معاجزين ﴾ أي سعوا في إبطال آياتنا المنزلة على الرسل وقدحوا فيها وصدوا الناس عنها ومعنى معاجزين مسابقين يحسبون أنهم يفوتوننا ولا يدركون وذلك باعتقادهم أنهم لا يبعثون يقال عاجزه وأعجزه : إذا غالبه وسبقه قرأ الجمهور ﴿ معاجزين ﴾ وقرأ ابن كثير وابن محيصن وحميد ومجاهد وأبو عمرو ﴿ معجزين ﴾ أي مثبطين للناس عن الإيمان بالآيات ﴿ أولئك ﴾ أي الذين سعوا ﴿ لهم عذاب من رجز ﴾ الرجز هو العذاب فمن للبيان وقيل الرجز هو أسوأ العذاب وأشده والأول أولى ومن ذلك قوله :﴿ فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء ﴾ قرأ الجمهور ﴿ أليم ﴾ بالجر صفة لرجز وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم بالرفع صفة لعذاب والأليم الشديد الألم
٦ - ﴿ ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ﴾ لما ذكر الذين سعوا في إبطال آيات الله ذكر الذين يؤمنون بها معنى ﴿ ويرى الذين أوتوا العلم ﴾ أي يعلمون وهم الصحابة وقال مقاتل : هم مؤمنو أهل الكتاب وقيل جميع المسلمين والموصول هو المفعول الأول ليرى والمفعول الثاني الحق والضمير هو ضمير الفصل وبالنصب قرأ الجمهور وقرأ ابن أبي عبلة بالرفع على أنه خبر الضمير والجملة في محل نصب على أنها المفعول الثاني وهي لغة تميم فإنهم يعرفون ما بعد ضمير الفصل وزعم الفراء أن الاختيار الرفع وخالفه غيره وقالوا النصب أكثر قيل وقوله :﴿ يرى ﴾ معطوف على ليجزي وبه قال الزجاج والفراء : واعترض عليها بأن قوله :﴿ ليجزي ﴾ متعلق بقوله : لتأتينكم ولا يقال لتأتينكم الساعة ليى الذين أوتوا العلم أن القرآن حق والأولى أنه كلام مستأنف لدفع ما يقوله الذين سعوا في الآيات : أي إن ذلك منهم يدل على جهلهلم لأنهم مخالفون لما يعلمه أهل العلم في شأن القرآن ﴿ لتهدي إلى صراط مستقيم ﴾ معطوف على الحق عطف فعل على اسم لأنه في تأويله كما في قوله :﴿ صافات ويقبضن ﴾ أي وقابضات كأنه قيل وهاديا وقيل إنه مستأنف وفاعله ضمير يرجع إلى فاعل أنزل وهو القرآن والصراط الطريق : أي ويهدي إلى طريق ﴿ العزيز ﴾ في ملكه ﴿ الحميد ﴾ عند خلقه والمراد أنه يهدي إلى دين الله وهو التوحيد


الصفحة التالية
Icon