٢٩ - ﴿ ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ﴾ أي متى يكون هذا الوعد الذي تعدونا به وهو قيام الساعة أخبرونا به إن كنتم صادقين
قالوا هذا على طريقة الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه و سلم ومن معه من المؤمنين فأمر الله رسوله صلى الله عليه و سلم أن يجيب عنهم فقال : ٣٠ - ﴿ قل لكم ميعاد يوم ﴾ أي ميقات يوم وهو يوم البعث وقيل وقت حضور الموت وقيل أراد يوم بدر لأنه كان يوم عذابهم في الدنيا وعلى كل تقدير فهذه الإضافة للبيان ويجوز في معاد أن يكون مصدرا مرادا به الوعد وأن يكون اسم زمان قال أبو عبيدة : الوعد والوعيد والميعاد بمعنى وقرأ ابن أبي عبلة بتنوين ميعاد ورفعه ونصب يوم على أن يكون ميعاد مبتدأ ويوما ظرف والخبر لكم وقرأ عيسى بن عمر برفع ميعاد منونا ونصب يوم مضافا إلى الجملة بعده وأجاز النحوييون ميعاد يوم برفعهما منونين على أن ميعاد مبتدأ و يوم بدل منه وجملة ﴿ لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون ﴾ صفة لميعاد : أي هذا الميعاد المضروب لكم لا تتأخرون عنه ولا تتقدمون عليه بل يكون لا محالة في الوقت الذي قد قدر الله وقوعه فيه
ثم ذكر سبحانه طرفا من قبائح الكفار ونوعا من أنواع كفرهم فقال ٣١ - ﴿ وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ﴾ وهي الكتب القديمة كالتوراة والإنجيل والرسل المتقدمون وقيل المراد بالذي بين يديه الدار الآخرة ثم أخبر سبحانه عن حالهم في الآخرة فقال :﴿ ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم ﴾ الخطاب لمحمد صلى الله عليه و سلم أو لكل من يصلح له ومعنى موقوفون عند ربهم : محبوسون في موقف الحساب ﴿ يرجع بعضهم إلى بعض القول ﴾ أي يتراجعون الكلام فيما بينهم باللوم والعتاب بعد أن كانوا في الدنيا متعادضين متناصرين متحابين