وقرأ الحسن وعيسىالثقفي وعمرو بن ميمون بإضافته ﴿ إن أنت إلا نذير ﴾ أي ما أنت إلا رسول منذر ليس عليك إلا الإنذار والتبليغ والهدى والضلالة بيد الله عز و جل
ثم سلى نبيه صلى الله علي وسلم وعزاه فقال : ٢٤ - ﴿ وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم ﴾ أي كذب من قبلهم من الأمم الماضية أنبيائهم ﴿ جاءتهم رسلهم بالبينات ﴾ أي بالمعجزات الواضحة والدلالات الظاهرة ﴿ وبالزبر ﴾ أي الكتب المكتوبة كصحف إبراهيم ﴿ وبالكتاب المنير ﴾ كالتوراة والإنجيل قيل الكتاب المنير داخل تحت الزبر وتحت البينات والعطف لتغاير المفهومات وإن كانت متحدة في الصدق والأولى تخصيص البينات بالمعجزات والزبر بالكتب التي فيها مواعظ والكتاب بما فيه شرائع وأحكام
٢٥ - ﴿ ثم أخذت الذين كفروا ﴾ وضع الظاهر موضع الضمير يفيد التصريح بذمهم بما في حيز الصلة ويشعر بعلة الأخذ ﴿ فكيف كان نكير ﴾ أي فكيف كان نكيري عليهم وعقوبتي لهم وقرأ ورش عن نافع وشيبة بإثبات الياء في ﴿ تذكيري ﴾ وصلا لا وقفا وقد قضى بيان معنى هذا قريبا
وقد أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه عن عمرو بن الأحوص أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في حجة الوداع :[ ألا لا يجني جان إلا على نفسه لا يجني والد على ولده ولا مولود على والده ] وأخرج سعيد بن منصور وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه والبيهقي في سننه [ عن أبي رمثة قال : انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما رأيته قال لأبي : ابنك هذا ؟ قال : إي ورب الكعبة قال : أما أنه لا يجني عليك ولا تجني عليه ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم ﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ ] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ﴾ قال : يكون عليه وزر لا يجد أحدا يحمل عنه من وزره شيئا


الصفحة التالية
Icon