٤٨ - ﴿ ويقولون متى هذا الوعد ﴾ الذي تعدونا به من العذاب والقيامة والمصير إلى الجنة أو النار ﴿ إن كنتم صادقين ﴾ فيما تقولونه وتدونا به قالوا ذلك استهزاء منهم وسخرية بالمؤمنين ومقصودهم إنكار ذلك بالمرة ونفي تحققه وجحد وقوعه
فأجاب الله سبحانه عنهم بقوله : ٤٩ - ﴿ ما ينظرون إلا صيحة واحدة ﴾ أي ما ينتظرون إلا صيحة واحدة وهي نفخة إسرافيل في الصور ﴿ تأخذهم وهم يخصمون ﴾ أي يختصمون في ذات بينهم في البيع والشراء ونحوهما من أمور الدنيا وهذه هي النفخة الأولى وهي نفخة الصعق
وقد اختلف القراءة في يخصمون فقرأ حمزة بسكون الخاء وتخفيف الصاد من خصم يخصم والمعنى : يخصم بعضهم بعضا فالمفعول محذوف وقرأ أبو عمرو وقالون بإخفاء فتحة الخاء وتشديد الصاد وقرأ نافع وابن كثير وهشام كذلك إلا أنهم أخلصوا فتحة الخاء وقرأ الباقون بكسر الخاء وتشديد الصاد والأصل في القراءات الثلاث يختصمون فأدغمت التاء في الصاد فنافع وابن كثير وهشام نقلوا فتحة التاء إلى الساكن قبلها نقلا كاملا وأبو عمرو وقالون اختلسا حركتها تنبيها على أن الخاء أصلحها السكون والباقون حذفوا حركتها فالتقى ساكنان فكسروا أولهما وروي عن أبي عمرو وقالون أنهما قرآ بتسكين الخاء وتشديد الصاد وهي قراءة مشكلة لاجتماع ساكنين فيها وقرأ أبي يختصمون على ما هو الأصل