١٣ - ﴿ وإذا ذكروا لا يذكرون ﴾ أي وإذا وعظوا بموعظة من مواعظ الله أو مواعظ رسوله لا يذكرون : أي لا يتعظون بها ولا ينتفعون بما فيها قال سعيد بن المسيب : أي إذا ذكر لهم ما حل بالمكذبين ممن كان قبلهم أعرضوا عنه ولم يتدبروا
١٤ - ﴿ وإذا رأوا آية ﴾ أي معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه و سلم ﴿ يستسخرون ﴾ أي يبالغون في السخرية قال قتادة : يسخرون ويقولون إنها سخرية يقال سخر واستسخر بمعنى مثل قر واستقر وعجب واستعجب والأول أولى لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى وقيل معنى يستسخرون : يستدعون السخرى من غيرهم وقال مجاهد : يستهزئون
١٥ - ﴿ وقالوا إن هذا إلا سحر مبين ﴾ أي ما هذا الذي تأتينا به إلا سحر واضح ظاهر
١٦ - ﴿ أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما ﴾ الاستفهام للإنكار : أي أنبعث إذا متنا ؟ فالعامل في إذا هو ما دل عليه ﴿ أإنا لمبعوثون ﴾ وهو أنبعث لا نفس مبعوثون لتوسط ما يمنع من عمله فيه وهذا الإنكار للبعث منهم هو السبب الذي لأجله كذبوا الرسل وما نزل عليهم واستهزأوا بما جاءوا به من المعجزات وقد تقدم تفسير معنى هذه الآية في مواضع
١٧ - ﴿ أو آباؤنا الأولون ﴾ هو مبتدأ وخبره محذوف : أي أو آباؤنا الأولون مبعوثون وقيل معطوف على محل إن واسمها وقيل على الضمير في مبعوثون لوقوع الفصل بينهما والهمزة للإنكار داخلة على حرف العطف ولهذا قرأ الجمهور بفتح الواو وقرأ ابن عامر وقالوا بسكونها على أن أو هي العاطفة وليست الهمزة للاستفهام
ثم أمر الله سبحانه رسوله بأن يجيب عنهم تبكيتا لهم فقال : ١٨ - ﴿ قل نعم وأنتم داخرون ﴾ أي نعم تبعثون وأنتم صاغرون ذليلون قال الواحدي : والدخور أشد الصغار وجملة وأنتم داخرون في محل نصب على الحال