٨٠ - ﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين ﴾ هذه الجملة تعليل لما قبلها من التكرمة لنوح بإجابة دعائه وبقاء الثناء من الله عليه وبقاء ذريته : أي إنا كذلك نجزي من كان محسنا في أقواله وافعاله راسخا في الإحسان معروفا به والكاف في كذلك نعت مصدر محذوف : أي جزاء كذلك الجزاء
٨١ - ﴿ إنه من عبادنا المؤمنين ﴾ هذا بيان لكونه من المحسنين وتعليل له بأنه كان عبدا مؤمنا مخلصا لله
٨٢ - ﴿ ثم أغرقنا الآخرين ﴾ أي الكفرة الذين لم يؤمنوا بالله ولا صدقوا نوحا
ثم ذكر سبحانه قصة إبراهيم وبين أنه ممن شايع نوحا فقال :﴿ وإن من شيعته لإبراهيم ﴾ أي من أهل دينه وممن شايعه ووافقه على الدعاء إلى الأعوان وهو مأخوذ من الشياع وهو الحطب الصغار الذي يوقد مع الكبار حتى يستوقد وقال الفراء : المعنى وإن من شيعته محمد لإبراهيم فالهاء في شيعته على هذا لمحمد صلى الله عليه و سلم وكذا قال الكلبي ولا يخفى ما في هذا من الضعف والمخالفة للسياق
والظرف في قوله : ٨٤ - ﴿ إذ جاء ربه بقلب سليم ﴾ منصوب بفعل محذوف : أي اذكر وقيل بما في الشيعة من معنى المتابعة قال أبو حيان : لا يجوز لأن فيه الفصل بي العامل والمعمول بأجنبي وهو إبراهيم والأول أن يقال : إن لام الابتداء تمنع ما بعدها من العمل فيما قبلها والقلب السليم المخلص من الشرك والشك وقيل هو الناصح لله في خلقه وقيل الذي يعلم أن الله حق وأن الساعة قائمة وأن الله يبعث من في القبور ومعنى مجيئه إلى ربه يحتمل وجهين : أحدهما عند دعائه إلى توحيده وطاعته الثاني عند إلقائه في النار
وقوله : ٨٥ - ﴿ إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ﴾ بدل من الجملة الأولى أو ظرف لسليم أو ظرف لجاء والمعنى : وقت قال لأبيه آزر وقومه من الكفار : أي شيء تعبدون
٨٦ - ﴿ أئفكا آلهة دون الله تريدون ﴾ انتصاب إفكا على أنه مفعول لأجله وانتصاب آلهة على أنه مفعول تريدون والتقدير / أتريدون آلهة من دون الله للإفك ودون ظرف لتريدون وتقديم هذه المعمولات للفعل عليه للاهتمام وقيل انتصاب إفكا على أنه مفعول به لتريدون وآلهة بدل منه جعلها نفس الإفك مبالغة وهذا أولى من الوجه الأول وقيل انتصابه على الحال من فاعل تريدون : أي أتريدون آلهة آفكين أو ذوي إفك قال المبرد : الإفك أسوأ الكذب وهو الذي لا يثبت ويضطرب ومنه ائتفكت بهم الأرض
٨٧ - ﴿ فما ظنكم برب العالمين ﴾ أي ما ظنكم به إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره وما ترونه يصنع بكم ؟ وهو تحذير مثل قوله ﴿ ما غرك بربك الكريم ﴾ وقيل المعنى أي شيء توهمتموه بالله حتى أشركتم به غيره


الصفحة التالية
Icon