١٢٤ - ﴿ إذ قال لقومه ألا تتقون ﴾ هو ظرف لقوله من المرسلين أو متعلق بمحذوف : أي اذكر يا محمد إذ قال والمعنى : ألا تتقون عذاب الله
ثم أنكر عليهم بقوله : ١٢٥ - ﴿ أتدعون بعلا ﴾ هو اسم لصنم كانوا يعبدونه : أي أتعبدون صنما وتطلبون الخير منه
قال ثعلب : اختلف الناس في قول سبحانه بعلا فقالت طائفة : البعل هنا الصنم وقالت طائفة : البعث هنا ملك وقال ابن إسحاق : امرأة كانوا يعبدونها قال الواحدي : والمفسرون يقولون ربا وهو بلغة اليمن يقولون للسيد والرب البعل قال النحاس : القولان صحيحان : أي أتدعون صنما عملتوه ربا ﴿ وتذرون أحسن الخالقين ﴾ أي وتتركون عبادة أحسن من يقال له خالق
وانتصاب الاسم الشريف في قوله : ١٢٦ - ﴿ الله ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾ على أنه بدل من أحسن هذا على قراءة حمزة والكسائي والربيع بن خثيم وابن أبي إسحاق ويحيى بن وثاب والأعمش فإنهم قرأوا بنصب الثلاثة الأسماء وقيل النصب على المدح وقيل على عطف البيان وحكى أبو عبيد أن النصب على النعت قال النحاس : وهو غلط وإنما هو بدل ولا يجوز النعت لأنه ليس بتحلية واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر وشيبة ونافع بالرفع قال أبو حاتم : بمعنى هو الله ربكم قال النحاس : وأولى ما قيل إنه مبتدأ وخبر بغير إضمار ولا حذف وحكي عن الأخفش أن الرفع أولى وأحسن قال ابن الأنباري : من رفع أو نصب لم يقف على أحسن الخالقين على جهة التمام لأن الله مترجم عن أحسن الخالقين على الوجهين جميعا والمعنى أنه خالقكم وخالق من قبلكم فهو الذي تحق له العبادة
١٢٧ - ﴿ فكذبوه فإنهم لمحضرون ﴾ أي فإنه بسبب تكذيبه لمحضرون في العذاب وقد تقدم أن الإحضار المطلق مخصوص بالشر
١٢٨ - ﴿ إلا عباد الله المخلصين ﴾ أي من كان مؤمنا به من قومه قرئ بكسر اللام وفتحها كما تقدم والمعنى على قراءة الكسر : أنهم أخلصوا لله وعلى قراءة الفتح : أن الله استخلصهم من عباده
وقد تقدم تفسير ١٢٩ - ﴿ وتركنا عليه في الآخرين ﴾
وقد تقدم تفسير ١٣٠ - ﴿ وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إل ياسين ﴾ قرأ نافع وابن عامر والأعرج وشيبة ﴿ على إل ياسين ﴾ بإضافة آل بمعنى آل ياسين وقرأ الباقون بكسر الهمزة وسكون اللام موصولة بياسين إلا الحسن فإنه قرأ الياسين بإدخال آلة التعريف على ياسين قيل المراد على هذه القراءات كلها إلياس وعليه وقع التسليم ولكنه اسم أعجمي والعرب تضطرب في هذه الأسماء الأعجمية ويكثر تغييرهم لها قال ابن جني : العرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية تلاعبا فياسين وإلياس وإلياسين شيء واحد قال الأخفش : العرب تسمي قوم الرجل باسم الرجل الجليل منهم فيقولون المهالبة على أنهم سموا كل رجل منهم بالمهلب قال : فعلى هذا إنه سمى كل رجل منهم بالياسين قال الفراء : يذهب بالياسين إلى أن يجعله جمعا فيجعل أصحابه داخلين معه في اسمه قال : أبو علي الفارسي : تقديره الياسيين إلى أن الياءين للنسبة حذفتا كما حذفتا في الأشعرين والأعجمين ورجح الفراء وأبو عبيدة قراءة الجمهور قالا : لأنه لم يقل في شيء من السور على آل فلان إنما جاء بالاسم كذلك الياسين لأنه إنما هو بمعنى إلياس أو بمعنى إلياس وأتباعه وقال الكلبي : المراد بآل ياسين آل محمد قال الواحدي : وهذا بعيد لأن ما بعده من الكلام وما قبله لا يدل عليه