وقد تقدم تفسير ١٣١ - ﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين ﴾
وقد تقدم تفسير ١٣٢ - ﴿ إنا كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين ﴾ مستوفى
١٣٣ - ﴿ وإن لوطا لمن المرسلين ﴾ قد تقدم ذكر قصة لوط مستوفاة
١٣٤ - ﴿ إذ نجيناه وأهله أجمعين ﴾ الظرف متعلق بمحذوف هو اذكر ولا يصح تعلقه بالمرسلين لأنه لم يرسل وقت تنجيته
١٣٥ - ﴿ إلا عجوزا في الغابرين ﴾ قد تقدم أن الغابر يكون بمعنى الماضي ويكون بمعنى الباقي فالمعنى : إلا عجوزا في الباقين في العذاب أو الماضين الذين قد هلكوا
١٣٦ - ﴿ ثم دمرنا الآخرين ﴾ أي أهلكناهم بالعقوبة والمعنى : أن في نجاته وأهله جميعا إلا العجوز وتدمير الباقين من قومه الذين لا يؤمنوا به دلالة بينة على ثبوت كونه من المرسلين
١٣٧ - ﴿ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين ﴾ خاطب بهذا العرب أو أهل مكة على الخصوص : أي تمرون على منازلهم التي فيها آثار العذاب وقت الصباح
١٣٨ - ﴿ وبالليل ﴾ والمعنى تمرون على منازلهم في ذهابكم إلى الشام ورجوعكم منه نهارا وليلا ﴿ أفلا تعقلون ﴾ ما تشاهدونه في ديارهم من آثار عقوبة الله النازلة بهم فإن في ذلك عبرة للمعتبرين وموعظة للمتدبرين
١٣٩ - ﴿ وإن يونس لمن المرسلين ﴾ يونس هو ذو النون وهو ابن متى قال المفسرون : وكان يونس قد وعد قومه العذاب
فلما تأخر عنهم العذاب خرج عنهم وقصد البحر وركب السفينة فكان بذهابه إلى البحر كالفار من مولاه فوصف بالإباق وهو معنى قوله : ١٤٠ - ﴿ إذ أبق إلى الفلك المشحون ﴾ وأصل الإباق الهرب من السيد لكن لما كان هربه من قومه بغير إذن ربه وصف به وقال المبرد تأويل أبق بباعد : أي ذهب إليه ومن ذلك قولهم عبد آبق
وقد اختلف أهل اعلم هل كانت رسالته قبل التقام الحوت إياه أو بعده ؟ ومعنى المشحون : المملوء
١٤١ - ﴿ فساهم فكان من المدحضين ﴾ المساهمة أصلها المغالبة وهي الاقتراع وهو أن يخرج السهم على من غلب قال المبرد : أي فقارع قال : وأصله من السهام التي تجال ومعنى ﴿ فكان من المدحضين ﴾ فصار من المغلوبين قال : يقال دحضت حجته ودحضها الله وأصله من الزلق عن مقام الظفر ومنه قول الشاعر :

( قتلنا المدحضين بكل فج فقد قرت بقتلهم العيون )
أي المغلوبين


الصفحة التالية
Icon