١٦٣ - ﴿ إلا من هو صال الجحيم ﴾ قرأ الجمهور صال بكسر اللام لأنه منقوص مضاف حذفت الياء لالتقاء الساكنين وحمل على لفظ من وأفرد كما أفرد هو وقرأ الحسن وابن أبي عبلة بضم اللام مع واو بعدها وروي عنهما أنهما قرآ بضم اللام بدون واو فأما مع الواو فعلى أنه جمع سلامة بالواو حملا على معنى من وحذفت نون الجمع للإضافة وأما بدون الواو فيحتمل أن يكون جمعا وإنما حذفت الواو خطا كما حذفت لفظا ويحتمل أن يكون مفردا وحقه على هذا كسر اللام قال النحاس : وجماعة أهل التفسير يقولون : إنه لحن لأنه لا يجوز هذا قاض المدينة والمعنى : أن الكفار وما يعبدونه لا يقدرون على إضلال أحد من عباد الله إلا من هو من أهل انار وهم المصرون على الكفر وإنما يصير على الكفر من سبق القضاء عليه بالشقاوة وإنه ممن يصلى النار : أي يدخلها ثم قال الملائكة مخبرين للنبي صلى الله عليه و سلم كما حكاه الله سبحانه عنهم
١٦٤ - ﴿ وما منا إلا له مقام معلوم ﴾ وفي الكلام حذف والتقدير : وما منا أحد أو وما منا ملك إلا له مقام معلوم في عبادة الله وقيل التقدير : وما منا إلا من له مقام معلوم رجح البصريون التقدير الأول ورجح الكوفين الثاني قال الزجاج : هذا قول الملائكة وفيه مضمر المعنى وما منا مل إلا له مقام معلوم
ثم قالوا : ١٦٥ - ﴿ وإنا لنحن الصافون ﴾ أي في مواقف الطاعة قال قتادة : هم الملائكة صفوا أقدامهم وقال الكلبي : صفوف الملائكة في السماء كصفوف أهل الدنيا في الأرض
١٦٦ - ﴿ وإنا لنحن المسبحون ﴾ أي المنزهون لله المقدسون له عما أضافه إليه المشركون وقيل المصلون وقيل المراد بقولهم المسبحون مجموع التسبيح باللسان وبالصلاة والمقصود أن هذه الصفات هي صفات الملائكة وليسوا كما وصفهم به الكفار من أنهم بنات الله
١٦٧ - ﴿ وإن كانوا ليقولون ﴾ هذا رجوع إلى الإخبار عن المشركين : أي كانوا قبل المبعث المحمدي إذا عيوا بالجهل قالوا
١٦٨ - ﴿ لو أن عندنا ذكرا من الأولين ﴾ أي كتابا من كتب الأولين كالتوراة والإنجيل
١٦٩ - ﴿ لكنا عباد الله المخلصين ﴾ أي لأخلصنا العبادة له ولم نكفر به وإن في قوله :﴿ وإن كانوا ﴾ هي المخففة من الثقيلة وفيها ضمير شأن محذوف واللام هي الفارقة بينها وبين النافية : أي وإن الشأن كان كفار العرب ليقولون إلخ
والفاء في قوله : ١٧٠ - ﴿ فكفروا به ﴾ هي الفصيحة الدالة على محذوف مقدر في الكلام قال الفراء : تقديره فجاءهم محمد بالذكر فكفروا به وهذا على طريق التعجب منهم ﴿ فسوف يعلمون ﴾ أي عاقبة كفرهم ومغبته وفي هذا تهديد لهم شديد