٤٧ - ﴿ وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار ﴾ الاصطفاء : الاختيار والأخيار جمع خير بالتشديد والتخفيف كأموات في جمع ميت مشددا ومخففا والمعنى : إنهم عندنا لمن المختارين من أنباء جنسهم من الأخيار
٤٨ - ﴿ واذكر إسماعيل ﴾ قيل وجه إفراده بالذكر بعد ذكر أبيه وأخيه وابن أخيه للإشعار بأنه عريق في الصبر الذي هو المقصود بالتذكير هنا ﴿ واليسع وذا الكفل ﴾ قد تقدم ذكر اليسع والكلام فيه في الأنعام وتقدم ذكر ذا الكفل والكلام فيه في سورة الأنبياء والمراد من ذكر هؤلاء أنهم من جملة من صبر من الأنبياء وتحملوا الشدائد في دين الله أمر الله رسوله صلى الله عليه و سلم بأن يذكرهم ليسلك مسلكهم في الصبر ﴿ وكل من الأخيار ﴾ يعني الذين اختارهم الله لنبوته واصطفاهم من خلقه
٤٩ - ﴿ هذا ذكر ﴾ الإشارة إلى ما تقدم من ذكر أوصافهم : أي هذا ذكر جميل في الدنيا وشرف يذكرون به أبدا ﴿ وإن للمتقين لحسن مآب ﴾ أي لهم مع هذا الذكر الجميل حسن مآب في الآخرة والمآب : المرجع والمعنى : أنهم يرجعون في الآخرة إلى مغفرة الله ورضوانه ونعيم جنته
ثم بين حسن المرجع فقال : ٥٠ - ﴿ جنات عدن ﴾ قرأ الجمهور جنات بالنصب بدلا من حسن مآب سواء كان جنات عدن معرفة أو نكرة لأن المعرفة تبدل من النكرة وبالعكس ويجوز أن يكون جنات عطف بيان إن كانت نكرة ولا يجوز ذلك فيها إن كانت معرفة على مذهب جمهور النحاة وقد جوزه بعضهم ويجوز أن يكون نصب جنات بإضمار فعل والعدن في الأصل الإقامة يقال عدن بالمكان : إذا أقام فيه وقيل هو اسم لقصر في الجنة وقرئ برفع جنات على أنها مبتدأ وخبرها مفتحة أو على أنها خبر مبتدأ محذوف : أي هن جنات عدن وقوله :﴿ مفتحة لهم الأبواب ﴾ حال من جنات والعامل فيها ما في المتقين من معنى الفعل والأبواب مرتفعة باسم الفعول : كقوله :﴿ وفتحت أبوابها ﴾ والرابط بين الحال وصاحبها ضمير مقدر أي منها أو الألف واللام لقيامه مقام الضمير إذ الأصل أبوابها وقيل إن ارتفاع الأبواب على البدل من الضمير في مفتحة العائد على جنات وبه قال أبو علي الفارسي : أي مفتحة هي الأبواب قال الفراء : المعنى مفتحة أبوابها والعرب تجعل الألف واللام خلفا من الإضافة وقال الزجاج : المعنى مفتحة لهم الأبواب منها قال الحسن : إن الأبواب يقال لها : انفتحي فتنفتح انغلقي فتنغلق وقيل تفتح لهم الملائكة الأبواب


الصفحة التالية
Icon