ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه و سلم أن يخبرهم بما أمر به من التوحيد والإخلاص فقال : ١١ - ﴿ قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ﴾ أي أعبده عبادة خالصة من الشرك والرياء وغير ذلك قال مقاتل : إن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم : ما يحملك على الذي أتيتنا به ألا تنظر إلى ملة أبيك وجدك وسادات قومك يعبدون اللات والعزى فتأخذ بها ؟ فأنزل الله الآية وقد تقدم بيان معنى الآية في أول هذه السورة
١٢ - ﴿ وأمرت لأن أكون أول المسلمين ﴾ أي من هذه الأمة وكذلك كان صلى الله عليه و سلم فإنه أول من خالف دين آبائه ودعا إلى التوحيد واللام للتعليل : أي وأمرت بما أمرت به لأجل أن أكون وقيل إنها مزيدة للتأكيد والأول أولى
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله :﴿ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ﴾ يعني الكفار الذي لم يردالله أن يطهر قلوبهم فيقولون لا إله إلا الله ثم قال :﴿ ولا يرضى لعباده الكفر ﴾ وهم عباده المخلصون الذين قال :﴿ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ﴾ فألزمهم شهادة أن لا إله إلا الله وحببها إليهم وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ﴿ ولا يرضى لعباده الكفر ﴾ قال : لا يرضى لعباده المسلمين الكفر وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال : والله ما رضي الله لعبد ضلالة ولا أمره بها ولا دعا إليها ولكن رضي لكم طاعته وأمركم بها ونهاكم عن معصيته وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن ابن عمر أنه تلا هذه الآية :﴿ أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ﴾ قال : ذاك عثمان بن عفان وفي لفظ : نزلت في عثمان بن عفان وأخرج ابن سعد في طبقاته وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله :﴿ أمن هو قانت ﴾ الآية قال : نزلت في عمار بن ياسر وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في قوله :﴿ يحذر الآخرة ﴾ يقول : يحذر عذاب الآخرة وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجه عن أنس قال [ دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على رجل وهو في الموت فقال : كيف تجدك ؟ قال : أرجو الله وأخاف ذنوني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله الذي يرجو وأمنه الذي يخاف ] أخرجوه من طريق سيار بن حاتم عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال الترمذي : غريب وقد رواه بعضهم عن ثابت عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا


الصفحة التالية
Icon