قوله : ١٣ - ﴿ قل إني أخاف إن عصيت ربي ﴾ أي بترك إخلاص العبادة له وتوحيده والدعاء إلى ترك الشرك وتضليل أهله ﴿ عذاب يوم عظيم ﴾ وهو يوم القيامة قال أكثر المفسرين : المعنى إني أخاف إن عصيت ربي بإجابة المشركين إلى ما دعوني إليه من عبادة غير الله قال أبو حمزة اليماني وابن المسيب : هذه الآية منسوخة بقوله :﴿ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ﴾ وفي هذه الآية دليل على أن الأمر للوجوب لأن قلبه ﴿ إنما أمرت أن أعبد الله ﴾ فالمراد عصيان هذا الأمر
١٤ - ﴿ قل الله أعبد ﴾ التقديم مشعر بالاختصاص : أي لا أعبد غيره لا استقالا ولا على جهة الشركة ومعنى ﴿ مخلصا له ديني ﴾ أنه خالص لله غير مشوب بشرك ولا رياء ولا غيرهما وقد تقدم تحقيقه في أول السورة قال الرازي : فإن قيل ما معنى التكرير في قوله :﴿ قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ﴾ وقوله :﴿ قل الله أعبد مخلصا له ديني ﴾ قلنا : ليس هذا بتكرير لأن الأول إخبار بأنه مأمور من جهة الله بالإيمان والعبادة والثاني إخبار بأنه أمر أن لا يعبد أحدا غير الله


الصفحة التالية
Icon