٦ - ﴿ وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا ﴾ أي وجبت وثبتت ولزمت يقال حق الشيء إذا لزم وثبت والمعنى : وكما حقت كلمة العذاب على الأمم المكذبة لرسلهم حقت على الذين كفروا به وجادلوا بالباطل وتحزبوا عليك وجملة ﴿ أنهم أصحاب النار ﴾ للتعليل : أي لأجل أنهم مستحقون للنار قال الأخفش : أي لأنهم أو بأنهم ويجوز أن تكون في محل رفع بدلا من كلمة قرأ الجمهور ﴿ كلمة ﴾ بالتوحيد وقرأ نافع وابن عامر ﴿ كلمات ﴾ بالجمع
ثم ذكر أحال حملة العرش ومن حوله فقال : ٧ - ﴿ الذين يحملون العرش ومن حوله ﴾ والموصول مبتدأ وخبره يسبحون بحمد ربهم والجملة مستأنفة مسوقة لتسلية رسول الله صلى الله عليه و سلم ببيان أن هذا الجنس من الملائكة الذين هم أعلى طبقاتهم يضمون إلى تسبيحهم لله والإيمان به الاستغفار للذين آمنوا بالله ورسوله وصدقوا والمراد بمن حول العرش : هم الملائكة الذين يطوفون به مهللين مكبرين وهو في محل رفع عطفا على الذين يحملون العرش وهذا هو الظاهر وقيل يجوز أن تكون في محل نصب عطفا على العرش والأول أولى والمعنى : أن الملائكة الذين يحملون العرش وكذلك الملائكة الذين هم حول العرش ينزهون الله ملتبسين بحمده على نعمه ويؤمنون بالله ويستغفرون الله لعباده المؤمنين به ثم بين سبحانه كيفية استغفارهم للمؤمنين فقال حاكيا عنهم ﴿ ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ﴾ وهو بتقدير القول : أي يقولون ربنا أو قائلين : ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما انتصاب رحمة وعلما على التمييز المحول عن الفاعل والأصل وسعت رحمتك وعلمك كل شيء ﴿ فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك ﴾ أي أوقعوا التوبة عن الذنوب واتبعوا سبيل الله وهو دين الإسلام ﴿ وقهم عذاب الجحيم ﴾ أي احفظهم منه
٨ - ﴿ ربنا وأدخلهم جنات عدن ﴾ وأدخلهم معطوف على قوله : قهم ووسط الجملة الندائية لقصد المبالغة بالتكرير ووصف جنات عدن بأنها ﴿ التي وعدتهم ﴾ إياها ﴿ ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ﴾ أي وأدخل من صلح والمراد بالصلاح ها هنا : الإيمان بالله والعمل بما شرعه الله فمن فعل ذلك فقد صلح لدخول الجنة ويجوز عطف ومن صلح على الضمير في وعدتهم : أي ووعدت من صلح والأولى عطفه على الضمير الأول في وأدخلهم قال الفراء والزجاج : نصبه من مكانين إن شئت على الضمير في أدخلهم وإن شئت على الضمير في وعدتهم قرأ الجمهور بفتح اللام من صلح وقرأ ابن أبي عبلة بضمها وقرأ الجمهور ﴿ وذرياتهم ﴾ على الجمع وقرأ عيسى بن عمر على الإفراد ﴿ إنك أنت العزيز الحكيم ﴾ أي الغالب القاهر الكثير الباهرة


الصفحة التالية
Icon