١٢ - ﴿ فقضاهن سبع سماوات ﴾ أي خلقهن وأحكمهن وفرغ منهن كما في قول الشاعر :
( وعليهما مسرودتان قضاهما | داود إذ صبغ السوابغ تبع ) |
وقد استشكل الجمع بين هذه الآية وبين قوله :﴿ والأرض بعد ذلك دحاها ﴾ فإن ما في هذه الآية من قوله :﴿ ثم استوى إلى السماء ﴾ مشعر بأن خلقها متأخر عن خلق الأرض وظاهره يخالف قوله :﴿ والأرض بعد ذلك دحاها ﴾ فقيل إن ثم في ﴿ ثم استوى إلى السماء ﴾ ليست للتراخي الزماني بل للتراخي الرتبي فيندفع الإشكال من أصله وعلى تقدير أنها للتراخي الزماني فالجمع ممكن بأن الأرض خلقها متقدم على خلق السماء ودحوها بمعنى بسطها هو أمر زائد على مجرد خلقها فهي متقدمة خلقا متأخرة دحوا وهذا ظاهر ولعله يأتي عند تفسيرنا لقوله :﴿ والأرض بعد ذلك دحاها ﴾ زيادة إيضاح للمقام إن شاء الله ﴿ وزينا السماء الدنيا بمصابيح ﴾ أي بكواكب مضيئة متلألئة عليها كتلألؤ المصابيح ﴿ و ﴾ انتصاب ﴿ حفظا ﴾ على أنه مصدر مؤكد لفعل محذوف : أي وحفظناها حفظا أو على أنه مفعول لأجله على تقدير : وخلقنا المصابيح زينة وحفظا والأول أولى قال أبو حيان : في الوجه الثاني هو تكلف وعدول عن السهل البين والمراد بالحفظ حفظها من الشياطين الذين يسترقون السمع والإشارة بقوله :﴿ ذلك ﴾ إلى ما تقدم ذكره ﴿ تقدير العزيز العليم ﴾ أي البليغ القدرة الكثير العلم