٦٢ - ﴿ ولا يصدنكم الشيطان ﴾ أي لا تغتروا بوساوسه وشبهه التي يوقعها في قلوبكم فيمنعكم ذلك من اتباعي فإن الذي دعوتكم إليه هو دين الله الذي اتفق عليه رسله وكتبه ثم علل نهيهم عن أن يصدهم الشيطان ببيان عداوته لهم فقال :﴿ إنه لكم عدو مبين ﴾ أي مضر لعداوته لكم غير متحاش عن ذلك ولا متكتم به كما يدل على ذلك ما وقع بينه وبين آدم وما ألزم به نفسه من إغواء جميع بني آدم إلا عباد الله المخلصين
٦٣ - ﴿ ولما جاء عيسى بالبينات ﴾ أي جاء إلى بني إسرائيل بالمعجزات الواضحة والشرائع قال قتادة : البينات هنا : الإنجيل ﴿ قال قد جئتكم بالحكمة ﴾ أي النبوة وقيل الإنجيل وقيل ما يرغب في الجميل ويكف عن القبيح ﴿ ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه ﴾ من أحكام التوراة وقال قتادة : يعني اختلاف الفرق الذي تحزبوا في أمر عيسى قال الزجاج : الذي جاء به عيسى في الإنجيل إنما هو بعض الذي اختلفوا فيه فبين لهم في غير الإنجيل ما احتاجوا إليه وقيل إن بني إسرائيل اختلفوا بعد موت موسى في أشياء من أمر دينهم وقال أبو عبيدة إن البعض هنا بمعنى الكل كما في قوله :﴿ يصبكم بعض الذي يعدكم ﴾ وقال مقاتل : هو كقوله :﴿ ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ﴾ : يعني ما أحل في الإنجيل مما كان محرما في التوراة كلحم الإبل والشحم من كل حيوان وصيد السمك يوم السبت واللام في ﴿ ولأبين لكم ﴾ معطوفة على مقدر كأنه قال : قد جئتكم بالحكمة لأعلمكم إياها ولأبين لكم ثم أمرهم بالتقوى والطاعة فقال :﴿ فاتقوا الله ﴾ أي اتقوا معاصيه ﴿ وأطيعون ﴾ فيما آمركم به من التوحيد والشرائع


الصفحة التالية
Icon