٨٥ - ﴿ وتبارك الذي له ملك السموات والأرض وما بينهما ﴾ تبارك تفاعل من البركة وهي كثيرة الخيرات والمراد بما بينهما الهواء وما فيه من الحيوانات ﴿ وعنده علم الساعة ﴾ أي علم الوقت الذي يكون قيامها فيه ﴿ وإليه ترجعون ﴾ فيجازى كل أحد بما يستحقه من خير وشر وفيه وعيد شديد قرأ الجمهور ﴿ ترجعون ﴾ بالفوقية وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالتحتية
٨٦ - ﴿ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ﴾ أي لا يملك من يدعونه من دون الله من الأصنام ونحوها الشفاعة عند الله كما يزعمون أنهم يشفعون لهم قرأ الجمهور ﴿ يدعون ﴾ بالتحتية وقرأ السلمي وابن وثاب بالفوقية ﴿ إلا من شهد بالحق ﴾ أي التوحيد ﴿ وهم يعلمون ﴾ أي هم على علم وبصيرة بما شهدوا به والاستثناء يحتمل أن يكون متصلا والمعنى : إلا من شهد بالحق وهم المسيح وعزير والملائكة فإنهم يملكون الشفاعة لمن يستحقها وقيل هو منقطع والمعنى : لكن من شهد بالحق يشفع فيه هؤلاء ويجوز أن يكون المستثنى منه محذوفا : أي لا يملكون الشفاعة في أحد إلا فيمن شهد بالحق قال سعيد بن جبير وغيره : معنى الآية : أنه لا يملك هؤلاء الشفاعة إلا لمن شهد بالحق وآمن على علم وبصيرة وقال قتادة : لا يشفعون لعابديها بل يشفعون لمن شهد بالوحدانية وقيل مدار الاتصال في هذا الاستثناء على جعل الذين يدعون عاما لكل ما يعبد من دون الله ومدار الانقطاع على جعله خاصا بالأصنام
٨٧ - ﴿ ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ﴾ اللام هي الموطئة للقسم والمعنى : لئن سألت هؤلاء المشركين العابدين للأصنام من خلقهم أقروا واعترفوا بأن خالقهم الله ولا يقدرون على الإنكار ولا يستطيعون الجحود لظهور الأمر وجلائه ﴿ فأنى يؤفكون ﴾ أي فكيف ينقلبون عن عبادة الله إلى عبادة غيره وينصرفون عنها مع هذا الاعتراف فإن المعترف بأن الله خالقه إذا عمد إلى صنم أو حيوان وعبده مع الله أو عبده وحده فقد عبد بعض مخلوقات الله وفي هذا من الجهل ما لا يقادر قدره يقال أفكه يأفكه إفكا : إذا قلبه وصرفه عن الشيء وقيل المعنى : ولئن سألت المسيح وعزيرا والملائكة من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفك هؤلاء الكفار في اتخاذهم لها آلهة وقيل المعنى : ولئن سألت العابدين والمعبودين جميعا


الصفحة التالية
Icon