قوله : ١٧ - ﴿ ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون ﴾ أي ابتليناهم ومعنى الفتنة هنا أن الله سبحانه أرسل إليهم رسله وأمروهم بما شرعه لهم فكذبوهم أو وسع عليهم الأرزاق فطغوا وبغوا قال الزجاج : بلوناهم والمعنى : عاملناهم معاملة المختبر ببعث الرسل إليهم وقرئ فتنا بالتشديد ﴿ وجاءهم رسول كريم ﴾ أي كريم على الله كريم في قومه وقال مقاتل : حسن الخلق بالتجاوز والصفح وقال الفراء : كريم على ربه إذا اختصه بالنبوة
١٨ - ﴿ أن أدوا إلي عباد الله ﴾ أن هذه هي المفسرة لتقدم ما هو بمعنى القول ويجوز أن تكون المخففة من الثقيلة والمعنى : أن الشأن والحديث أدوا إلي عباد الله ويجوز أن تكون مصدرية : أي بأن أدوا والمعنى : أنه طلب منهم أن يسلموا إليه بني إسرائيل قال مجاهد : المعنى أرسلوا معي عباد الله وأطلقوهم من العذاب فعباد الله على هذا مفعول به وقيل المعنى : أدوا إلي عباد الله ما وجب عليكم من حقوق الله فيكون منصوبا على أنه منادى مضاف وقيل إدوا إلي سمعكم حتى أبلغكم رسالة ربكم ﴿ إني لكم رسول أمين ﴾ هو تعليل لما تقدم : أي رسول من الله إليكم أمين على الرسالة غير متهم
١٩ - ﴿ وأن لا تعلوا على الله ﴾ أي لا تتجبروا وتتكبروا عليه بترفعكم عن طاعته ومتابعة رسله وقيل لا تبغوا على الله وقيل لا تفتروا عليه والأول أولى وبه قال ابن جريج ويحيى بن سلام وجملة ﴿ إني آتيكم بسلطان مبين ﴾ تعليل لما قبله من النهي : أي بحجة واضحة لا سبيل إلى إنكارها وقال قتادة : بعذر بين والأول أولى وبه قال يحيى بن سلام قرأ الجمهور بكسر همزة ﴿ إني ﴾ وقرئ بالفتح بتقدير اللام