قوله : ٣٨ - ﴿ وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما ﴾ أي بين جنسي السماء والأرض ﴿ لاعبين ﴾ أي لغير غرض صحيح قال مقاتل : لم نخلقهما عابثين لغير شيء وقال الكلبي : لاهين وقيل غافلين قرأ الجمهور ﴿ وما بينهما ﴾ وقرأ عمرو بن عبيد وما بينهن لأن السموات والأرض جمع وانتصاب لاعبين على الحال
٣٩ - ﴿ ما خلقناهما ﴾ أي وما بينهما ﴿ إلا بالحق ﴾ أي إلا بالأمر الحق والاستثناء مفرغ من أعم الأحوال وقال الكلبي : إلا للحق وكذا قال الحسن وقيل إلا لإقامة الحق وإظهاره ﴿ ولكن أكثرهم لا يعلمون ﴾ أن الأمر كذلك وهم المشركون
٤٠ - ﴿ إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين ﴾ أي إن يوم القيامة الذي يفصل فيه الحق عن الباطل ميقاتهم : أي الوقت المجعول لتمييز المحسن من المسيء والمحق من المبطل أجمعين لا يخرج عنهم أحد من ذلك وقد اتفق القراء على رفع ميقاتهم على أنه خبر إن واسمها يوم الفصل وأجاز الكسائي والفراء نصبه على أنه اسمها ويوم الفصل خبرها
ثم وصف سبحانه ذلك اليوم فقال : ٤١ - ﴿ يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ﴾ يوم بدل من يوم الفصل أو منتصب بفعل مضمر يدل عليه الفصل : أي يفصل بينهم يوم لا يغني ولا يجوز أن يكون معمولا للفصل لأنه قد وقع الفصل بينهما بأجنبي والمعنى : أنه لا ينفع في ذلك اليوم قريب قريبا ولا يدفع عنه شيئا ويطلق المولى على الولي وهو القريب والناصر ﴿ ولا هم ينصرون ﴾ الضمير راجع إلى المولى باعتبار المعنى لأنه نكرة في سياق النفي وهي من صيغ العموم : أي ولا هم يمنعون من عذاب الله
٤٢ - ﴿ إلا من رحم الله ﴾ قال الكسائي : الاستثناء منقطع : أي لكن من رحم الله وكذا قال الفراء وقيل هو متصل والمعنى : لا يغني قريب عن قريب إلا المؤمنين فإنهم يؤذن لهم في الشفاعة فيشفعون ويجوز أن يكون مرفوعا على البدل من مولى الأول أو من الضمير في ينصرون ﴿ إنه هو العزيز الرحيم ﴾ أي الغالب الذي لا ينصر من أراد عذابه الرحيم لعباده المؤمنين