ثم لما وصف اليوم ذكر بعده وعيد الكفار فقال ٤٣ - ﴿ إن شجرة الزقوم ﴾
٤٤ - ﴿ إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم ﴾ شجرة الزقوم هي الشجرة التي خلقها الله في جهنم وسماها الشجرة الملعونة فإذا جاع أهل النار التجأوا إليها فأكلوا منها وقد مضى الكلام على شجرة الزقوم في سورة الصافات والأثيم الكثير الغثم قال في الصحاح : أثم الرجل بالكسر إثما ومأثما : إذا وقع في الإثم فهو آثم وأثيم وأثوم فمعنى طعام الأثيم : ذي الإثم
٤٥ - ﴿ كالمهل ﴾ وهو دردي الزيت وعكر القطران وقيل هو النحاس المذاب وقيل كل ما يذوب في النار ﴿ يغلي في البطون * كغلي الحميم ﴾ قرأ الجمهور ﴿ يغلي ﴾ بالفوقية على أن الفاعل ضمير يعود إلى الشجرة والجملة خبر ثان أو حال أو خبر لبمتدإ محذوف : أي تغلي غليا مثل غلي الحميم وهو الماء الشديد الحرارة وقرأ ابن كثير وحفص وابن محيصن وورش عن يعقوب ﴿ يغلي ﴾ بالتحتية على أن الفاعل ضمير يعود إلى الطعام وهو في معنى الشجرة ولا يصح أن يكون الضمير عائد إلى المهل لأنه مشبه به وإنما يغلي ما يشبه بالمهل
وقوله : ٤٦ - ﴿ كغلي الحميم ﴾ صفة مصدر محذوف : أي غليا كغلي الحميم
٤٧ - ﴿ خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ﴾ أي يقال للملائكة الذين هم خزنة النار خذوه : أي الأثيم فاعتلوه العتل : القوة بالعنف يقال عتله يعتله إذا جره وذهب به إلى مكروه وقيل العتل : أن يأخذ بتلابيب الرجل ومجامعه فيجره ومنه قول الشاعر يصف فرسا :
( نقرعه قرعا ولسنا نعتله )
ومنه قول الفرزدق يهجو جريرا :
( حتى ترد إلى عطية تعتل )
قرأ الجمهور ﴿ فاعتلوه ﴾ بكسر التاء وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر بضمها وهما لغتان ﴿ إلى سواء الجحيم ﴾ أي إلى وسطه كقوله : فرآه في سواء الجحيم
٤٨ - ﴿ ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ﴾ من هي التبعيضية : أي صبوا فوق رأسه بعض هذا النوع وإضافة العذاب إلى الحميم للبيان : أي عذاب هو الحميم وهو الماء الشديد الحرارة كما تقدم
٤٩ - ﴿ ذق إنك أنت العزيز الكريم ﴾ أي وقولوا له تهكما وتقريعا وتوبيخا : ذق العذاب إنك أنت العزيز الكريم وقيل إن أبا جهل كان يزعم أنه أعز أهل الوادي وأكرمهم فيقولون له : ذق العذاب أيها المتعزز المتكرم في زعمك وفيما كنت تقوله قرأ الجمهور ﴿ إنك ﴾ بكسر الهمزة وقرأ الكسائي وروي ذلك عن علي بفتحها أي لأنك قال الفراء : أي بهذا القول الذي قلته في الدنيا


الصفحة التالية
Icon