١٩ - ﴿ فقد كذبوكم بما تقولون ﴾ في الكلام حذف والتقدير : فقال الله عند تبري المعبودين مخاطبا للمشركين العابدين لغير الله فقد كذبوكم : أي فقد كذبكم المعبودون بما تقولون : أي في قولكم إنهم آلهة ﴿ فلا يستطيعون ﴾ أي الآلهة ﴿ صرفا ﴾ أي دفعا للعذاب عنكم بوجه من الوجوه وقيل حيلة ﴿ ولا نصرا ﴾ أي ولا يستطيعون نصركم وقيل المعنى فما يستطيع هؤلاء الكفار لما كذبهم المعبودون صرفا للعذاب الذي عذبهم الله به ولا نصرا من الله وهذا الوجه مستقيم على قراءة من قرأ ﴿ تستطيعون ﴾ بالفوقية وهي قراءة حفص وقرأ الباقون بالتحتية وقال ابن زيد : المعنى : فقد كذبوكم أيها المؤمنون هؤلاء الكفار بما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم وعلى هذا فمعنى بما تقولون : ما تقولونه من الحق وقال أبو عبيد : المعنى فما يستطيعون لكم صرفا عن الحق الذي هداكم الله إلأيه ولا نصرا لأنفسهم بما ينزل بهم من العذاب بتكذيبهم إياكم وقرأ الجمهور ﴿ بما تقولون ﴾ بالتاء الفوقية على الخطاب وحكى الفراء أنه يجوز أن يقرأ فقد كذبوكم مخففا بما يقولون : أي كذبوكم في قولهم وكذا قرأ بالياء التحتية مجاهد والبزي ﴿ ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا ﴾ هذا وعيد لكل ظالم ويدخل تحته الذين فيهم السياق دخولا أوليا والعذاب الكبير عذاب النار وقرئ يذقه بالتحتية وهذه الآية وأمثالها مقيدة بعدم التوبة ثم رجع سبحانه إلى خطاب رسوله موضحا لبطلان ما تقدم من قوله : يأكل الطعام ويمشي في الأسواق