سورة الذاريات
هي ستون آية وهي مكية قال القرطبي في قول الجميع
وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : نزلت سورة الذاريات بمكة وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله
قوله : ١ - ﴿ والذاريات ذروا ﴾ يقال ذرت الريح التراب تذروه ذروا وأذرته تذريه ذريا أقسم سبحانه بالرياح التي تذري التراب وانتصار ذروا على المصدرية والعامل فيها اسم الفاعل والمفعول محذوف قرأ أبو عمرو وحمزة بإدغام تاء الذاريات في ذال ذروا وقرأ الباقون بدون إدغام وقيل المقسم به مقدر وهو رب الذاريات وما بعدها والأول أولى
ثم بين إحسانهم الذي وصفهم به فقال : ١٧ - ﴿ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ﴾ الهجوع : النوم بالليل دون النهار والمعنى : كانوا قليلا ما ينامون منالليل وما زائدة ويجوز أن تكون مصدرية أو موصولة : أي كانوا قليلا من من الليل هجوعهم أو ما يهجعون فيه ومن ذلك قول أبي قيس بن الأسلت :

( قد حصت البيضة رأسي فما أطعم نوما غير تهجاع )
والتهجاع : القليل من النوم ومن ذلك قول عمرو بن معدي كرب :
( أمن ريحانة الداعي السميع يهيجني وأصحابي هجوع )
وقيل ما نافية : أي ما كانوا ينامون قليلا من الليل فكيف بالكثير منه وهذا ضعيف جدا وهذا قول من قال : إن المعنى كان عددهم قليلا ثم ابتدأ فقال :﴿ ما يهجعون ﴾ وبه قال ابن الأنباري وهو أضعف مما قبله وقال قتادة في تفسير هذه الآية كانوا يصلون بين العشاءين وبه قال أبو العالية وابن وهب


الصفحة التالية
Icon