١٠ - ﴿ وتسير الجبال سيرا ﴾ أي تزول عن أماكنها وتسير عن مواضعها كسير السحاب وتكون هباء منبثا قيل ووجه تأكيد الفعلين بالمصدر الدالة على غرابتها وخروجهما عن المعهود وقد تقدم تفسير هذا في سورة الكهف
١١ - ﴿ فويل يومئذ للمكذبين ﴾ ويل كلمة تقال للهالك واسم واد في جهنم وإنما دخلت الفاء لأن في الكلام معنى المجازاة : أي إذا وقع ما ذكر من مور السماء وسير الجبال فويل لهم
ثم وصف المكذبين بقوله : ١٢ - ﴿ الذين هم في خوض يلعبون ﴾ أي في تردد في الباطل واندفاع فيه يلهون لا يذكرون حسابا ولا يخافون عقابا والمعنى : أنهم يخوضون في أمر محمد صلى الله عليه و سلم بالتكذيب والاستهزاء وقيل يخوضون في أسباب الدنيا ويعرضون عن الآخرة
١٣ - ﴿ يوم يدعون إلى نار جهنم دعا ﴾ الدع الدفع بعنف وجفوة : يقال دعته أدعه دعا : أي دفعته والمعنى : أنهم يدفعون إلى النار دفعا عنيفا شديدا قال مقاتل : تغل أيديهم إلى أعناقهم وتجمع نواصيهم إلى أقدامهم ثم يدفعون إلى جهنم دفعا على وجوههم قرأ الجمهور بفتح الدال وتشديد العين وقرأ علي والسلمي وأبو رجاء وزيد بن علي وابن السميفع بسكون الدال وتخفيف العين مفتوحة : أي يدعون إلى النار من الدعاء ويوم إما بدل من يوم تمور : أو متعلق بالقول المقدر في الجملة التي بعد هذه
وهي ١٤ - ﴿ هذه النار التي كنتم بها تكذبون ﴾ أي يقال لهم ذلك يوم يدعون إلى نار جهنم دعا : أي هذه النار التي تشاهدونها هي النار التي كنتم تكذبون بها في الدنيا والقائل لهم بهذه المقالة هم خزنة النار
ثم وبخهم سبحانه أو أمر ملائكته بتوبيخهم فقال : ١٥ - ﴿ أفسحر هذا ﴾ الذي ترون وتشاهدون كما كنتم تقولون لرسل الله المرسلة ولكتبه المنزلة وقدم الخبر هنا على المبتدأ لأنه الذي وقع الاستفهام عنه وتوجه التوبيخ إليه ﴿ أم أنتم لا تبصرون ﴾ أي أم أنتم عمي عن هذا كما كنتم عميا عن الحق في الدنيا