ثم ذكر سبحانه ما أمدهم به من الخير فقال : ٢٢ - ﴿ وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون ﴾ أي زدناهم على ما كان لهم من النعيم بفاكهة متنوعة ولحم من أنواع اللحمان مما تشتهيه أنفسهم ويستطيبونه
٢٣ - ﴿ يتنازعون فيها كأسا ﴾ أي يتعاطون ويتناولون كأسا والكأس إناء الخمر ويطلق على كل إناء مملوء من خمر أو غيره فإذا فرغ لم يسم كأسا ﴿ لا لغو فيها ولا تأثيم ﴾ قال الزجاج : لا يجري بينهم ما يلغى ولا ما فيهم إثم كما يجري بين من يشرب الخمر في الدنيا والتأثيم تفعيل من الإثم والضمير في فيها راجع إلى الكأس وقيل لا لغو فيها : أي في الجنة ولا يجري فيها ما فيه إثم والأول أولى قال ابن قتيبة : لا تذهب بعقولهم فيلغوا كما يكون من خمر الدنيا ولا يكون منهم ما يؤثمهم وقال الضحاك : لا تأثيم : أي لا كذب قرأ الجمهور ﴿ لا لغو فيها ولا تأثيم ﴾ بالرفع والتنوين فيهما وقرأ ابن كثير وابن محيصن بفتحهما من غير تنوين قال قتادة : اللغو الباطل وقال مقاتل بن حيان : لا فضول فيها وقال سعيد بن المسيب : لا رفث فيها وقال ابن زيد : لا سباب ولا تخاصم فيها والجملة في محل نصب على الحال صفة لكأسا