ثم لما بين سبحانه جهالة المشركين على العموم خص بالذم بعضهم فقال : ٣٣ - ﴿ أفرأيت الذي تولى ﴾ أي تولى عن الخير وأعرض عن اتباع الحق
٣٤ - ﴿ وأعطى قليلا وأكدى ﴾ أي أعطى عطاء قليلا أو أعطى شيئا قليلا وقطع ذلك وأمسك عنه وأصل أكدى من الكدية وهي الصلابة يقال لمن حفر بئرا ثم بلغ فيها إلى حجر لا يتهيأ له فيه حفر قد أكدى ثم استعملته العرب لمن أعطى فلم يتم ولمن طلب شيئا فلم يبلغ آخره ومنه قول الحطيئة :

( فأعطى قليلا ثم أكدى عطاؤه ومن يبذل المعروف في الناس يحمد )
قال الكسائي وأبو زيد ويقال كديت أصابعه : إذا محلت من الحفر وكدت يده : إذا كلت فلم تعمل شيئا وكدت الأرض : إذا قل نباتها وأكديت الأرض : إذ قل نباتها وأكديت الرجل عن الشيء وددته وأكدى الرجل : إذا قل خيره قال الفراء : معنى الآية : أمسك من العطية وقطع وقال المبرد : منع منعا شديدا قال مجاهد وابن زيد ومقاتل : نزلت في الوليد بن المغيرة وكان قد اتبع رسول الله صلى الله عليه و سلم على دينه فعيره بعض المشركين فترك ورجع إلى شركه قال مقاتل : كان الوليد مدح القرآن ثم أمسك عنه فأعطى قليلا من لسانه من الخير ثم قطعه وقال الضحاك : نزلت في النضر بن الحارث وقال محمد بن كعب القرظي : نزلت في أبي جهل


الصفحة التالية
Icon