قوله : ٤٣ - ﴿ وأنه هو أضحك وأبكى ﴾ أي هو الخالق لذلك والقاضي بسببه قال الحسن والكلبي : أضحك أهل الجنة في الجنة وأبكى أهل النار في النار وقال الضحاك : أضحك الأرض بالنبات وأبكى السماء بالمطر وقيل أضحك من شاء في الدنيا بأن سره وأبكى من شاء بأن غمه وقال سهل بن عبد الله : أضحك المطيعين بالرحمة وأبكى العاصين بالسخط
٤٤ - ﴿ وأنه هو أمات وأحيا ﴾ أي قضى أسباب الموت والحياة ولا يقدر على ذلك غيره وقيل خلق نفس الموت والحياة كما في قوله :﴿ خلق الموت والحياة ﴾ وقيل أمات الآباء وأحيا الأبناء وقيل أمات في الدنيا وأحيا للبعث وقيل المراد بهما النوم واليقظة وقال عطاء : أمات بعدله وأحيا بفضله وقيل أمات الكافر وأحيا المؤمن كما في قوله :﴿ أو من كان ميتا فأحييناه ﴾
٤٥ - ﴿ وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى ﴾
٤٦ - ﴿ وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى * من نطفة إذا تمنى ﴾ المراد بالزوجين الذكر والأنثى من كل حيوان ولا يدخل في ذلك آدم وحواء فإنهما لم يخلفا من النطفة : والنطفة الماء القليل ومعنى ﴿ إذا تمنى ﴾ إذ تصب في الرحم وتدفق فيه كذا قال الكلبي والضحاك وعطاء بن أبي رباح وغيرهم يقال منى الرجل وأمنى : أي صب المني وقال أبو عبيدة ﴿ إذا تمنى ﴾ إذا تقدر : يقال منيت الشيء : إذا قدرته ومنى له أي قدر له ومنه قول الشاعر :
( حتى تلاقي ما يمني لك الماني )
والمعنى : أنه يقدر منها الولد
٤٧ - ﴿ وأن عليه النشأة الأخرى ﴾ أي إعادة الأرواح إلى الأجسام عند البعث وفاء بوعده قرأ الجمهور ﴿ النشأة ﴾ بالقصر بوزن الضربة وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالمد بوزن الكفالة وهما على القراءتين مصدران
٤٨ - ﴿ وأنه هو أغنى وأقنى ﴾ أي أغنى من شاء وأفقر من شاء ومثله قوله :﴿ يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ﴾ وقوله :﴿ يقبض ويبسط ﴾ قال ابن زيد واختاره ابن جرير وقال مجاهد وقتادة والحسن : أغنى : مول وأقنى : أخدم وقيل معنى أقنى : أعطى القنية وهي ما يتأثل من الأموال وقيل معنى أقنى أرضى بما أعطى : أي أغناه ثم رضاه بما أعطاه قال الجوهري : قنى الرجل قنى مثل غنى غنى : أي أعطاه ما يقتني وأقناه أرضاه والقنى الرضى : قال أبو زيد : تقول العرب من أعطى مائة من البقر فقد أعطى القنى ومن أعطى مائة من الضأن فقد أعطى الغنى ومن أعطى مائة من الإبل فقد أعطى المنى قال الأخفش وابن كيسان : أقنى أفقر وهو يؤيد القول الأول


الصفحة التالية
Icon