ثم ذكر سبحانه تكذيبهم فقال : ٣ - ﴿ وكذبوا واتبعوا أهواءهم ﴾ أي وكذبوا رسول الله وما عاينوا من قدرة الله واتبعوا أهواءهم وما زينه لهم الشيطان الرجيم وجملة ﴿ وكل أمر مستقر ﴾ مستأنفة لتقرير بطلان ما قالواه من التكذيب واتباع الأهواء : أي وكل أمر من الأمور منته إلى غاية فالخير يستقر بأهل الخير والشر يستقر بأهل الشر قال الفراء : يقول يستقر قرار تكذيبهم وقرار قول المصدقين حتى يعرفوا حقيقته بالثواب والعقاب قال الكلبي : المعنى لكل أمر حقيقة ما كان منه في الدنيا فسيظهر وما كان منه في الآخرة فسيعرف قرأ الجمهور ﴿ مستقر ﴾ بكسر القاف وهو مرتفع على أنه خبر المبتدأ وهو كل وقرأ أبو جعفر وزيد بن علي بجر مستقر على أنه صفة لأمر وقرأ شيبة بفتح القاف ورويت هذه القراءة عن نافع قال أبو حاتم : ولا وجه لها وقيل لها وجه بتدير مضاف محذوف : أي وكل أمر ذو استقرار أو زمان استقرار أو مكان استقرار على أنه مصدر أو ظرف زمان أو ظرف مكان
٤ - ﴿ ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر ﴾ أي ولقد جاء كفار مكة أو الكفار على العموم من الأنباء وهي أخبار الأمم المكذبة المقصوصة علينا في القرآن ﴿ ما فيه مزدجر ﴾ أي ازدجار على أنه مصدر ميمي يقال زجرته : إذا نهيته عن السوء ووعظته ويجوز أن يكون اسم مكان والمعنى : جاءهم ما فيه موضع ازدجار : أي أنه في نفسه موضع لذلك وأصله مزتجر وتاء الافتعال تقلب دالا مع الزاء والدال والذال كما تقرر في موضعه وقرأ زيد بن علي مزجر بقلب تاء الافتعال زايا وإدعام الزاي في الزاي ومن في قوله :﴿ من الأنباء ﴾ للتبعيض وهي ما دخلت عليه في محل نصب على الحال


الصفحة التالية
Icon