٨ - ﴿ مهطعين إلى الداع ﴾ الإهطاع : الإسراع أي قال كونهم مسرعين إلى الداعي وهو إسرافيل ومنه قول الشاعر :

( بدجلة دارهم ولقد أراهم بدجلة مهطعين إلى السماع )
أي مسرعين إليه وقال الضحاك : مقبلين وقال قتادة : عامدين وقال عكرمة : فاتحين آذانهم إلى الصوت والأول أولى وبه قال أبو عبيدة وغيره وجملة ﴿ يقول الكافرون هذا يوم عسر ﴾ في محل نصب على الحال من ضمير مهطعين والرابط مقدر أو مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل فماذا يكون حينئذ والعسر : الصعب الشديد وفي إسناد هذا القول إلى الكفار دليل على أن اليوم ليس بشديد على المؤمنين
ثم ذكر سبحانه تفصيل بعض ما تقدك من الأنباء المجملة فقال : ٩ - ﴿ كذبت قبلهم قوم نوح ﴾ أي كذبوا نبيهم وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه و سلم وقوله :﴿ فكذبوا عبدنا ﴾ تفسير لما قبله من التكذيب المبهم وفيه مزيد تقرير وتأكيد : أي فكذبوا عبدنا نوحا وقيل المعنى : كذبت قوم نوح الرسل فكذبوا عبدنا نوحا بتكذيبهم للرسل فإنه منهم ثم بين سبحانه أنهم لم يقتصروا على مجرد التكذيب فقال :﴿ وقالوا مجنون ﴾ أي نسبوا نوحا إلى الجنون وقوله :﴿ وازدجر ﴾ معطوف على قالوا : أي وزجر عن دعوى النبوة وعن تبليغ ما أرسل به بأنواع الزجر والدال معطوف على قالوا : أي وزجر عن دعوى النبوة وعن تبليغ ما أرسل به بأنواع الزجر : أي ازدجرته الجن وذهبت بلبه والأول أولى قال مجاهد : هو من كلام الله سبحانه أخبر عنه بأنه انتهر وزجر بالسب بأنواع الأذى قال الرازي : وهذا أصح لأن المقصود تقوية قلب النبي صلى الله عليه و سلم بذكر من تقدمه
١٠ - ﴿ فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ﴾ أي دعا ربه على قومه بأني مغلوب من جهة قومي لتمردهم عن الطاعة وزجرهم لي عن تبليغ الرسالة فانتصر لي : أي انتقم لي منهم طلب من ربه سبحانه النصرة عليهم لما أيس من إجابتهم وعلم تمردهم وعتوهم وإصرارهم على ضلالتهم قرأ الجمهور ﴿ أني ﴾ بفتح الهمزة : أي بأني وقرأ ابن أبي إسحاق والأعمش بكسر الهمزة ورويت هذه القراءة عن عاصم على تقدير إضمار القول : أي فقال


الصفحة التالية
Icon