١٥ - ﴿ ولقد تركناها آية ﴾ أي السفينة تركها الله عبرة للمعتبرين وقيل المعنى : ولقد تركنا هذه الفعلة التي فعلناها بهم عبرة وموعظة ﴿ فهل من مدكر ﴾ أصله مذتكر فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أبدلت المعجمة مهملة لتقاربهما وأدغمت الدال في الذال والمعنى : هل من معتظ ومعتبر يتعظ بهذه الآية ويعتبر بها
١٦ - ﴿ فكيف كان عذابي ونذر ﴾ أي إنذاري قال الفراء : الإنذار والنذر مصدران والاستفهام للتهويل والتعجيب : أي كانا على كيفية هائلة عجيبة لا يحيط بها الوصف وقيل نذر جمع نذير ونذير بمعنى الإنذار كنكير بمعنى الإنكار
١٧ - ﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر ﴾ أي سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه وقيل هيأناه للتكذر والاتعاظ ﴿ فهل من مدكر ﴾ أي متعظ بمواعظه ومعتبر بعبره وفي الآية الحث على درس القرآن والاستكثار من تلاوته والمسارعة في تعلمه ومدكر أصله مذتكر كما تقدم قريبا
وقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس [ أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما ] وروي عنه من طريق أخرى عند مسلم والترمذي وغيرهم قال : فنزلت ﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر ﴾ وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود قال :[ انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فرقتين : فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اشهدوا ] وأخرج عبد بن حميد والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عنه قال : رأيت القمر منشقا شقتين مرتين : مرة بمكة قبل أن يخرج النبي صلى الله عليه و سلم : شقة على أبي قبيس وشقة على السويداء وذكر أن هذا سبب نزول الآية وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم عنه أيضا قال : رأيت القمر وقد انشق وأبصرت الجبل بين فرجتي القمر وله طرق عنه وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال :﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر ﴾ قال : كان ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم انشق فرقتين : فرقة من دون الجبل وفرقة خلفه فقال النبي صلى الله عليه و سلم : اللهم اشهد وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن جبير بن مطعم عن أبي في قوله :﴿ وانشق القمر ﴾ قال : انشق القمر ونحن بمكة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى صار فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل فقال الناس : سحرنا محمد فقال رجل : إن كان سحركم فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن مردويه وأبو نعيم عن عبد الرحمن السلمي قال :[ خطبنا حذيفة بن اليمان بالمدائن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر ﴾ ألا وإن الساعة قد اقتربت ألا وإن القمر قد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق اليوم المضمار وغدا السباق ] وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ مهطعين ﴾ قال : ناظرين وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ﴾ قال كثير : لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا بعده إلا من السحاب وفتحت أبواب السماء بالماء من غير سحاب ذلك اليوم فالتقى الماآن وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضا ﴿ على ذات ألواح ودسر ﴾ قال : الألواح ألواح السفينة والدسر : معاريضها التي تشد بها السفينة وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه أيضا في قوله :﴿ ودسر ﴾ قال : المسامير وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه قال : الدسر كلكل السفينة وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عنه أيضا في قوله :﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر ﴾ قال : لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلموا بكلام الله وأخرج الديلمي عن أنس مرفوعا مثله وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس ﴿ فهل من مدكر ﴾ قال : هل من متذكر


الصفحة التالية
Icon