قوله : ١٨ - ﴿ كذبت عاد ﴾ هم قوم عاد ﴿ فكيف كان عذابي ونذر ﴾ أي فاسمعوا كيف كان عذابي لهم وإنذاري إياهم ونذر مصدر بمعنى إنذار كما تقدم تحقيقه والاستفهام للتهويل والتعظيم
١٩ - ﴿ إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ﴾ هذه الجملة مبينة لما أجمله سابقا من العذاب والصرصر شدة البرد : أي ريح شديدة البرد وقيل الصرصر شدة الصوت وقد تقدم بيان في سورة حم السجدة ﴿ في يوم نحس مستمر ﴾ أي دائم الشؤم استمر عليهم بنحوسه وقد كانوا يتشاءمون بذلك اليوم قال الزجاج : قيل في يوم الأربعاء في آخر الشهر قرأ الجمهور ﴿ في يوم نحس ﴾ بإضافة يوم إلى نحس مع سكون الحاء وهو من إضافة الموصوف إلى الصفة أو على تقدير مضاف أي في يوم عذاب نحس وقرأ الحسن بتنوين يوم على أن نحس صفة له وقرأ هارون بكسر الحاء قال الضحاك : كان ذلك اليوم مرا عليهم وكذا حكى الكسائي عن قوم أنهم قالوا : هو من المرارة وقيل هو من المرة بمعنى القوة : أي في يوم قوي الشؤم مستحكمه كالشيء المحكم الفتل الذي لا يطاق نقضه والظاهر أنه من الاستمرار لا من المرارة ولا من المرة : أي دام عليهم العذاب فيه حتى أهلكهم وشمل بهلاكه كبيرهم وصغيرهم
وجملة ٢٠ - ﴿ تنزع الناس ﴾ في محل نصب على أنها صفة لريحا أو حال منها ويجوز أن يكون استئنافا : أي تقلعهم من الأرض من تحت أقدامهم اقتلاع النخلة من أصلها قال مجاهد : كانت تقلعهم من الأرض فترمي بهم على رؤوسهم فتدق أعناقهم وتبين رؤوسهم من أجسادهم وقيل تنزع الناس من البيوت وقيل من قبورهم لأنهم حفروا حفائر ودخلوها ﴿ كأنهم أعجاز نخل منقعر ﴾ الأعجاز جمع عجز وهو مؤخر الشيء والمنقعر : المنقطع المنقلع من أصله يقال قعرت النخلة : إذا قلعتها من أصلها حتى تسقط شبههم في طول قاماتهم حين صرعتهم الريح وطرحتهم على وجوههم بالنخل الساقط على الأرض التي ليست لها رؤوس وذلك أن الريح قلعت رؤوسهم أولا ثم كتبتهم على وجوههم وتذكير منقعر مع كونه صفة لأعجاز نخل وهي مؤنثة اعتبارا باللفظ ويجوز تأنيثه اعتبارا بالمعنى كما قال ﴿ أعجاز نخل خاوية ﴾ قال المبرد : كل ما ورد عليك من هذا الباب إن شئت رددته إلى اللفظ تذكيرا أو إلى المعنى تأنيثا وقيل إن النخل والنخيل يذكر هذا الباب إن شئت رددته إلى اللغظ تذكيرا أو إلى المعنى تأنيثا وقيل إن النخل والنخيل يذكر ويؤنث


الصفحة التالية
Icon