٢١ - ﴿ فكيف كان عذابي ونذر ﴾ قد تقدم تفسيره قريبا
وكذلك قوله : ٢٢ - ﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ﴾
ثم لما ذكر سبحانه تكذيب عاد أتبعه بتكذيب ثمود فقال : ٢٣ - ﴿ كذبت ثمود بالنذر ﴾ يجوز أن يكون جمع نذير : أي كذبت بالرسل المرسلين إليهم ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الإنذار : أي كذبت بالإنذار الذي أنذروا به وإنما كان تكذيبهم لرسولهم وهو صالح تكذيبا للرسل لأن من كذب واحدا من الأنبياء الذي أنذروا به وإنما كان تكذيبهم لرسولهم وهو صالح تكذيبا للرسل لأن من كذب واحدا من الأنبياء فقد كذب سائرهم لاتفاقهم في الدعوة إلى كليات الشرائع
٢٤ - ﴿ فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه ﴾ الاستفهام للإنكار : أي كيف نتبع بشرا كائنا من جنسنا منفردا وحده لا متابع له على ما يدعوا إليه قرأ الجمهور بنصب بشرا على الاشتغال : أي أنتبع بشرا واحدا وقرأ أبو السماك والداني وأبو الأشهب وابن السميفع بالرفع على الابتداء وواحدا صفته ونتبعه خبره وروي عن أبي السماك أنه قرأ برفع بشرا ونصب واحدا على الحال ﴿ إنا إذا لفي ضلال ﴾ أي إنا إذا اتبعناه لفي خطأ وذهاب عن الحق ﴿ وسعر ﴾ أي عذاب وعناء وشدة كذا قال الفراء وغيره وقال أبو عبيدة : هو جمع سعير وهو لهب النار والسعر : الجنون يذهب كذا وكذا لما يلتهب به من الحدة وقال مجاهد : وسعر وبعد عن الحق وقال السدي : في احتراق وقيل المراد به هنا الجنون من قولهم : ناقة مسعورة : أي كأنها من شدة نشاطها مجنونة ومنه قول الشاعر يصف ناقة :


ثم كرروا الإنكار والاستبعاد فقالوا : ٢٥ - ﴿ أألقي الذكر عليه من بيننا ﴾ أي كيف خص من بيننا بالوحي والنبوة وفينا من هو أحق بذلك منه ؟ ثم أضربوا عن الاستنكار وانتقلوا إلى الجزم بكونه كذابا أشرا فقالوا :﴿ بل هو كذاب أشر ﴾ والأشر : المرح والنشاط أو البطر والتكبر وتفسيره بالبطر والتكبر أنسب بالمقام ومنه قول الشاعر :
( تخال بها سعرا إذا السعر هزها ذميل وإيقاع من السير متعب )
( أشرتم بلبس الخز لما لبستم ومن قبل لا تدرون من فتح القرى )
قرأ الجمهور ﴿ أشر ﴾ كفرح وقرأ أبو قلابة وأبو جعفر بفتح الشين وتشديد الراء على أنه أفعل تفضيل ونقل الكسائي عن مجاهد أنه قرأ بضم الشين مع فتح الهمزة


الصفحة التالية
Icon