٣٦ - ﴿ ولقد أنذرهم بطشتنا ﴾ أي أنذر لوط قومه بطشة الله بهم وهي عذابه الشديد وعقوبته البالغة ﴿ فتماروا بالنذر ﴾ أي شكوا في الإنذار ولم يصدقوه وهو تفاعلوا من المرية وهي الشك
٣٧ - ﴿ ولقد راودوه عن ضيفه ﴾ أي أرادوا منه تمكينهم ممن أتاه من الملائكة ليفجروا بهم كما هو دأبهم يقال راودته عن كذا مراودة وروادا : أي أردته وراد الكلام يردوه رودا : أي طلبه وقد تقدم تفسير المراودة مستوفى في سورة هود ﴿ فطمسنا أعينهم ﴾ أي صيرنا أعينهم ممسوحة لا يرى لها شق كما تطمس الريح الأعلام بما تسفي عليها من التراب وقيل أذهب الله نور أبصارهم مع بقاء الأعين على صورتها قال الضحاك طمس الله على أبصارهم فلم يروا الرسل فرجعوا ﴿ فذوقوا عذابي ونذر ﴾ قد تقدم تفسيره في هذه السورة
٣٨ - ﴿ ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر ﴾ أي أتاهم صباحا عذاب مستقر بهم نازل عليهم لا يفارقهم ولا ينفك عنهم قال مقاتل : استقر بهم العذاب بكرة وانصراف بكرة لكونه لم يرد بها وقتا بعينه كما سبق في بسحر
٣٩ - ﴿ فذوقوا عذابي ونذر ﴾
٤٠ - ﴿ فذوقوا عذابي ونذر * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ﴾ قد تقدم تفسير هذا في هذه السورة ولعل وجه تكرير تيسير القرآن للذكر في هذه السورة الاشعار بأنه منة عظيمة لا ينبغي لأحد أن يغفل عن شكرها
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله :﴿ إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ﴾ قال : باردة ﴿ في يوم نحس ﴾ قال أيام شداد وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ يوم الأربعاء يوم نحس مستمر ] وأخرجه عنه ابن مردويه من وجه آخر مرفوعا وأخرجه ابن مردويه عن علي مرفوعا وأخرجه ابن مردويه أيضا عن أنس مرفوعا وفيه [ قيل : وكيف ذاك يا رسول الله ؟ قال : أغرق الله فيه فرعون وقومه وأهلك فيه عادا وثمودا ] وأخرج ابن مردويه والخطيب بسند قال السيوطي : ضعيف عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر ] وأخرج ابن المنذر عنهم ﴿ كأنهم أعجاز نخل ﴾ قال : أصول النخل ﴿ منقعر ﴾ قال : منقلع وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضا في الآية قال : أعجاز سواد النخل وأخرج ابن المنذر عنه أيضا ﴿ وسعر ﴾ قال شقاء وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه أيضا قال ﴿ كهشيم المحتظر ﴾ قال : كحظائر من الشجر محترقة وأخرج ابن جرير عنه أيضا في الآية قال : كالعظام المحترقة وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه قال : كالحشيش تأكله الغنم