١٨ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ فإن في ذلك من النعم ما لا يحصى ولا يتيسر لمن أنصف من نفسه تكذيب فرد من أفراده
١٩ - ﴿ مرج البحرين يلتقيان ﴾ المرج التخلية والإرسال يقال : مرجت الدابة : إذا أرسلتها وأصله الإهمال كما تمرج الدابة في المرعى والمعنى : أنه أرسل كل واحد منهما
يلتقيان : أي يتجاوران لا فضل بينهما في مرأى العين ومع ذلك فلم يختلطا ولهذا قال : ٢٠ - ﴿ بينهما برزخ ﴾ أي حاجز يحجز بينهما ﴿ لا يبغيان ﴾ أي لا يبغي أحدهما على الآخر بأن يدخل فيه ويختلط به قال الحسن وقتادة : هما بحر فارس والروم وقال ابن جريح : هما البحر المالح والأنهار العذبة وقيل بحر المشرق والمغرب وقيل بحر اللؤلؤ والمرجان وقيل بحر السماء وبحر الأرض قال سعيد بن جبير : يلتقيان في كل عام وقيل يلتقى طرفاهما وقوله :﴿ يلتقيان ﴾ في محل نصب على الحال من البحرين وجملة ﴿ بينهما برزخ ﴾ يجوز أن تكون مستأنفة وأن تكون حالا
٢١ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ فإن هذه الآية وأمثالها لا يتيسر تكذيبها بحال
٢٢ - ﴿ يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ﴾ قرأ الجمهور ﴿ يخرج ﴾ بفتح الياء وضم الراء مبنيا للفاعل وقرأ نافع وأبو عمرو بضم الياء وفتح الراء مبنيا للمفعول واللؤلؤ : الدر والمرجان : الخرز الأحمر المعروف وقال الفراء : اللؤلؤ العظام والمرجان ما صغر قال الواحدي : وهو قول جميع أهل اللغة وقال مقاتل والسدي ومجاهد : اللؤلؤ صغاره والمرجان كباره وقال :﴿ يخرج منهما ﴾ وإنما يخرج ذلك من المالح لا من الع١ب لأنه إذا خرج من أحدهما فقد خرج منهما كذا قال الزجاج وغيره وقال أبو علي الفارسي : هو من باب حذف المضاف : أي من أحدهما كقوله :﴿ على رجل من القريتين عظيم ﴾ وقال الأخفش : زعم قول أنه يخرج اللؤلؤ من العذب وقيل هما بحران يخرج من أحدهما اللؤلؤ ومن الآخر المرجان وقيل هما بحر السساء وبحر الأرض فإذا وقع ماء السماء في صدف البحر انعقد لؤلؤا فصار خاجا منهما
٢٣ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ فإن في ذلك من الآيات ما لا يستطيع أحد تكذيبه ولا يقدر على إنكاره
٢٤ - ﴿ وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام ﴾ المراد بالجوار : السفن الجارية في البحر والمنشآت : المرفوعات التي رفع بعض خشبها على بعض وركب حتى ارتفعت وطالت حتى صارت في البحر كالأعلام وهي الجبال والعلم : الجبل الطويل وقال قتادة : المنشآت المخلوقات للجري وقال الأخفش : المنشاآت المجريات وقد مضى بيان الكلام في هذا في سورة الشورى قرأ الجمهور ﴿ الجوار ﴾ بكسر الراء وحذف الياء لالتقاء الساكنين وقرأ ابن مسعود والحسن وأبو عمرو في رواية عنه برفع الراء تناسيا للحذف وقرأ يعقوب بإثبات الياء وقرأ الجمهور ﴿ المنشآت ﴾ بفتح الشين وقرأ حمزة وأبو بكر في رواية عنه بكسر الشين