٣٤ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ ومن جملتها هذه النعمة الحاصلة بالتحذير والتهديد فإنها تزيد المحسن إحسانا وتكف المسيء عن إساءته مع أن من حذركم وأنذركم قادر على الإيقاع بكم من دون مهلة
٣٥ - ﴿ يرسل عليكما شواظ من نار ﴾ قرأ الجمهور ﴿ يرسل ﴾ بالتحتية مبنيا للمفعول وقرأ زيد بن علي بالنون ونصب شواظ والشواظ : اللهب الذي لا دخان معه وقال مجاهد : الشواظ اللهب الأخضر المتقطع من النار وقال الضحاك : هو الدخال الذي يخرج من اللهب ليس بدخان الحطب وقال الأخفش وأبو عمرو : هو النار والدخان جميعا قرأ الجمهور ﴿ شواظ ﴾ بضم الشين وقرأ ابن كثير بكسرها وهما لغتان وقرأ الجمهور ﴿ ونحاس ﴾ بالرفع عطفا على شواظ وقرأ ابن كثير وابن محيصن ومجاهد وأبو عمرو بخفضه عطفا على نار وقرأ الجمهور ﴿ نحاس ﴾ بضم النون وقرأ مجاهد وعكرمة وحميد وأبو العالية بكسرها وقرأ مسلم بن جندب والحسن ونحس والنحاس : الصفر المذاب يصب على رؤوسهم قاله مجاهد وقتادة وغيرهما وقال سعيد بن جبير : هو الدخان الذي لا لهب له وبه قال الخليل وقال الضحاك : هو دردي الزيت المغلي وقال الكسائي : هو النار التي لها ريح شديدة وقيل هو المهل ﴿ فلا تنتصران ﴾ أي لا تقدران على الامتناع من عذاب الله
٣٦ - ﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾ فإن من جملتها هذا الوعيد الذي يكون به الانزجار عن الشر والرغوب في الخير
٣٧ - ﴿ فإذا انشقت السماء ﴾ أي انصدعت بنزول الملائكة يوم القيامة ﴿ فكانت وردة كالدهان ﴾ أي كوردة حمراء قال سعيد بن جبير وقتادة : المعنى فكانت حمراء وقيل فكانت كلون الفرس الورد وهو الأبيض الذي يضرب إلى الحمرة أو الصفرة قال الفراء وأبو عبيدة : تصير السماء كالأديم لشدة حر النار وقال الفراء أيضا : شبه تلون السماء بتلون الورد من الخيل وشبه الورد في ألوانها بالدهن واختلاف ألوانه والدهان جمع دهن وقيل المعنتى تصير السماء في حمرة الورد وجريان الدهن : أي تذوب مع الانشقاق حتى تصير حمراء من حرارة نار جهنم وتصير مثل الدهن لذوبانها وقيل الدهان الجلد الأحمر وقال الحسن كالدهان : أي كصبيب الدهن فإنك إذا صببته ترى فيه ألوانا وقال زيد بن أسلم : إنها تصير كعصير الزيت قال الزجاج : إنها اليوم خضراء وسيكون لها لون أحمر قال الماوردي : وزعم المتقدمون أن أصل لون السماء الحمرة وأنها لكثرة الحوائل وبعد المسافة ترى بهذا اللون الأزرق


الصفحة التالية
Icon