٤ - ﴿ ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له ﴾ أي لا أحد أضل منه ولا أجهل فإنه دعا من لا يسمع فكيف يطمع في الإجابة فضلا عن جلب نفع أو دفع ضر ؟ فتبين بهذا أنه أجهل الجاهلين وأضل الضالين والاستفهام للترقيع والتوبيخ وقوله :﴿ إلى يوم القيامة ﴾ غاية لعدم الاستجابة ﴿ وهم عن دعائهم غافلون ﴾ الضمير الأول للأصنام والثاني لعابديها والمعنى : والأصنام التي يدعونها عن دعائهم إياها غافلون عن ذلك لا يسمعون ولا يعقلون لكونهم جمادات والجمع في الضميرين باعتبار معنى من وأجرى على الأصنام ما هو للعقلاء لاعتقاد المشركين فيها أنها تعقل
٥ - ﴿ وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء ﴾ أي إذا حشر الناس العابدين للأصنام كان الأصنام لهم أعداء يتبرأ بعضهم من بعض ويلعن بعضهم بعضا وقد قيل إن الله يخلق الحياة في الأصنام فتكذبهم وقيل المراد أنها تكذيبهم وتعاديهم بلسان الحال لا بلسان المقال وأما الملائكة والمسيح وعزير والشيطاين فإنهم يتبرأون ممن عبدهم يوم القيامة كما في قوله تعالى :﴿ تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون ﴾ ﴿ وكانوا بعبادتهم كافرين ﴾ أي كان المعبودون بعبادة المشركين إياهم كافرين : أي جاحدين مكذبين وقيل الضمير في ﴿ كانوا ﴾ للعابدين كما في قوله :﴿ والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ والأول أولى
٦ - ﴿ وإذا تتلى عليهم آياتنا ﴾ أي آيات القرآن حال كونها ﴿ بينات ﴾ واضحات المعاني ظاهرات الدلالات ﴿ قال الذين كفروا للحق ﴾ أي لأجله وفي شأنه وهو عبارة عن الآيات ﴿ لما جاءهم ﴾ أي وقت أن جاءهم ﴿ هذا سحر مبين ﴾ أي ظاهر السحرية