٣ - ﴿ خافضة رافعة ﴾ قرأ الجمهور برفعهما على إضمار مبتدأ : أي هي خافضة رافعة وقرأ الحسن وعيسى الثقفي بنصبهما على الحال قال عكرمة والسدي ومقاتل : خفضت الصوت فأسمعت من دنا ورفعت الصوت فأسمعت من نأى : أي أسمعت القريب والبعيد وقال قتادة : خفضت أقواما في عذاب الله ورفعت أقواما إلى طاعة الله وقال محمد بن كعب : خفضت أقواما كانوا في الدنيا مرفوعين ورفعت أقواما كانوا في الدنيا مخفوضين والعرب تستعمل الخفض والرفع في المكان والمكانة والعز والإهانة ونسبة الخفض والرفع إليها على طريق المجاز والخافض الرافع في الحقيقة هو الله سبحانه
٤ - ﴿ إذا رجت الأرض رجا ﴾ أي إذا حركت حركة شديدة يقال رجه يرجه رجا إذا حركه والرجة الاضطراب وارتج البحر اضطرب قال المفسرون : ترتج كما يرتج الصبي في المهد حتى ينهدم كل ما عليها وينكسر كل شيء من الجبال وغيرها قال قتادة ومقاتل ومجاهد : معنى رجت زلزلت والظرف متعلق بقوله خافضة رافعة أي تخفض وترفع وقت رج الأرض وبس الجبال لأنه عند ذلك يرتفع ما هو منخفض وينخفض ما هو مرتفع وقيل إنه بدل من الظرف والأول ذكره الزجاج فيكون معنى وقوع الواقعة هو رج الأرض وبس الجبال
٥ - ﴿ وبست الجبال بسا ﴾ البس : الفت يقال : بس الشيء إذا فته حتى يصير فتاتا ويقال بس السويق : إذا لته بالسمن أو بالزيت قال مجاهد ومقاتل : المعنى أن الجبال فتت فتا وقال السدي : كسرت كسرا وقال الحسن : فلعت من أصلها وقال مجاهد أيضا : بست كما يبس الدقيق بالسمن أو بالزيت والمعنى : أنها خلطت فصارت كالدقيق الملتوت وقال أبو زيد : البس السوق والمعنى على هذا : سيقت الجبال سوقا قال أبو عبيد : بس الإبل وأبسها لغتان : إذا زجرها وقال عكرمة : المعنى هدت هدا
٦ - ﴿ فكانت هباء منبثا ﴾ أي غبارا متفرقا منتشرا قال مجاهد : الهباء الشعاع الذي يكون في الكوة كهيئة الغبار وقيل هو الرهج الذي يسطع من حوافر الدواب ثم يذهب وقيل ما تطاير من النار إذا اضطرمت على سورة الشرر فإذا وقع لم يكن شيئا وقد تقدم بيانه في الفرقان عند تفسير قوله :﴿ فجعلناه هباء منثورا ﴾ قرأ الجمهور ﴿ منبثا ﴾ بالمثلثة وقرأ مسروق والنخعي وأبو حيوة بالتاء المثناة من فوق : أي منقطعا من قولهم بته الله : أي قطعه


الصفحة التالية
Icon