١٧ - ﴿ يطوف عليهم ولدان مخلدون ﴾ الجملة في محل نصب على الحال من المقربين أو مستأنفة لبيان بعض ما أعد الله لهم من النعيم والمعنى يدور حولهم للخدمة غلمان لا يهرمون ولا يتغيرون بل شكلهم شكل الولدان دائما قال مجاهد : المعنى لا يموتون وقال الحسن والكلبي : لا يهرمون ولا يتغيرون قال الفراء : والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يمشط إنه لمخلد وقال سعيد بن جبير : مخلدون مقرطون قال الفراء : ويقال مخلدون مقرطون يقال خلد جاريته : إذا حلاها بالخلدة وهي القرطة وقال عكرمة : مخلدون منعمون ومنه قول امرئ القيس :
( وهل ينعمن إلا سعيد مخلد | قليل الهموم ما يبيت بأوجال ) |
( ومخلدات باللجين كأنما | أعجازهن أقاوز الكثبان ) |
١٨ - ﴿ وكأس من معين ﴾ أي من خمر جارية أو ماء جار والمراد به هاهنا الخمر الجارية من العيون وقد تقدم بيان معنى الكأس في سورة الصافات
١٩ - ﴿ لا يصدعون عنها ﴾ أي لا تتصدع رؤوسهم من شربها كما تتصدع من شرب خمر الدنيا والصداع هو الداء المعروف الذي يلحق الإنسان في رأسه وقيل معنى لا يصدعون لا يتفرقون كما يتفرق الشراب ويقوي هذا المعنى قراءة مجاهد ﴿ يصدعون ﴾ بفتح الياء وتشديد الصاد والأصل يتصدعون : أي يتفرقون والجملة مستأنفة لبيان ما أعد الله لهم من النعيم أو في محل نصب على الحال وجملة ﴿ ولا ينزفون ﴾ معطوفة على الجملة التي قبلها وقد تقدم اختلاف القراء في هذا الحرف من سورة الصافات وكذلك تقدم تفسيره : أي لا يسكرون فتذهب عقولهم من أنزف الشارب : إذا نفد عقله أو شرابه ومنه قول الشاعر :
( لعمرى لئن أنزفتم أو صحوتم | لبئس الندامى كنتم آل أبجرا ) |