٢٢ - ﴿ وحور عين ﴾
٢٣ - ﴿ وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون ﴾ قرأ الجمهور ﴿ حور عين ﴾ برفعهما عطفا على ولدان أو على تقدير مبتدأ : أي نساؤهم حور عين أو على تقدير خبر : أي ولهم حور عين وقرأ حمزة والكسائي : بجرهما عطفا على أكواب قال الزجاج : وجائز أن يكون معطوفا على جنات : أي هم في جنات وفي حور على تقدير مضاف محذوف : أي وفي معاشرة حور قال الفراء : في توجيه العطف على أكواب إنه يجوز الجر على الاتباع في اللفظ وإن اختلفا في المعنى لأن الحور لا يطاف بهن كما في قول الشاعر :

( إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا )
والعين لا تزجج وإنما تكحل ومن هذا قول الشاعر :
( علفتها تبنا وماء باردا )
وقول الآخر :
( متقلدا سيفا ورمحا )
قال قطرب : هو معطوف على الأكواب والأباريق من غير حمل على المعنى قال : ولا ينكر أن يطاف عليهم بالحور : ويكون لهم في ذلك لذة وقرأ الأشهب العقيلي والنخعلي وعيسى بن عمر بنصبهما على تقدير إضمار فعل كأنه قيل : ويزوجزن حورا عينا أو ويعطون ورجح أبو عبيد وأبو حاتم قراءة الجمهور ثم شبههن سبحانه باللؤلؤ المكنون وهو الذي لم تمسه الأيدي ولا وقع عليه الغبار فهو أشد ما يكون صفاء
وانتصاب جزاء في قوله ٢٤ - ﴿ جزاء بما كانوا يعملون ﴾ على أنه مفعول له : أي يفعل بهم ذلك كله للجزاء بأعمالهم ويجوز أن يكون مصدرا مؤكدا لفعل محذوف : أي يجزون جزاء وقد تقدم تفسير الحور العين في سورة الطور وغيرها
٢٥ - ﴿ لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما ﴾ اللغو الباطل من الكلام والتأثيم النسبة إلى الإثم قال محمد بن كعب : لا يؤثم بعضهم بعضا وقال مجاهد : لا يسمعون شتما ولا مأثما والمعنى : أنه لا يقول بعضهم لبعضهم أثمت لأنهم لا يتكلمون بما فيه إثم
٢٦ - ﴿ إلا قيلا سلاما سلاما ﴾ القيل القول والاستثناء منقطع : أي لكن يقولون قيلا أو يسمعون قيلا وانتصاب سلاما سلاما على أنه بدل من قيلا أو صفة له أو هو مفعول به لقيلا : أي إلا أن يقولوا سلاما سلاما واختار هذا الزجاج : أو على أنه منصوب بفعل هو محكي بقيلا : أي إلا قيا سلموا سلاما سلاما والمعنى في الآية : أنهم لا يسمعون إلا تحية بعضهم لبعض قال عطاء : يحيي بعضهم بعضا بالسلام وقيل إن الاستثناء متصل وهو بعيد لأن التحية ليست مما يندرج تحت اللغو والتأثيم قرئ سلام سلام بالرفع قال مكي : ويجوز الرفع على معنى سلام عليكم مبتدأ وخبر
وقد أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ إذا وقعت الواقعة ﴾ قال : يوم القيامة ﴿ ليس لوقعتها كاذبة ﴾ قال : ليس لها مرد يرد ﴿ خافضة رافعة ﴾ قال : تخفض ناسا وترفع آخرين وأخرج ابن جرير وابن مردويه عنه ﴿ خافضة رافعة ﴾ قال : أسمعت القريب والبعيد وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب ﴿ خافضة رافعة ﴾ قال : الساعة خفضت أعداء الله إلى النار ورفعت أولياء الله إلى الجنة وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله :﴿ إذا رجت الأرض رجا ﴾ قال : زلزلت ﴿ وبست الجبال بسا ﴾ قال : فتتت ﴿ فكانت هباء منبثا ﴾ قال : شعاع الشمس وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه ﴿ فكانت هباء منبثا ﴾ قال : الهباء الذي يطير من النار إذا أضرمت يطير منها الشرر فإذا وقع لم يكن شيئا وأخرج ابن المنذر عنه أيضا قال : الهباء ما يثور مع شعاع الشمس وانبثاثه تفرقه وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن علي بن أبي طالب قال : الهباء المنبث رهج الدواب والهباء المنثور غبار الشمس الذي تراه في شعاع الكوة وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وكنتم أزواجا ﴾ قال : أصنافا وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله :﴿ وكنتم أزواجا ثلاثة ﴾ قال : هي التي في سورة الملائكة ﴿ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ﴾ وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عنه أيضا في قوله :﴿ والسابقون السابقون ﴾ قال : يوشع بن نون سبق إلى موسى ومؤمن آل ياسين سبق إلى عيسى وعلي بن أبي طالب سبق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخرج ابن مردويه عنه أيضا في الآية قال : نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار الذي ذكر في يس وعلي بن أبي طالب وكل رجل منهم سابق أمته وعلي أفضلهم سبقا وأخرج أحمد عن معاذ بن جبل [ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم تلا هذه الآية ﴿ وأصحاب اليمين ﴾ ﴿ وأصحاب الشمال ﴾ فقبض بيديه قبضتين فقال : هذه في الجنة ولا أبالي وهذه في النار ولا أبالي ] وأخرج أحمد أيضا عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :[ أتدرون من السابقون إلى ظل الله يوم القيامة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : الذين إذا أعطوا الحق قبلوه وإذا سئلوا بذلوا وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم ] وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال : لما نزلت ﴿ ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين ﴾ شق على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزلت ﴿ ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين ﴾ فقال النبي صلى الله عليه و سلم :[ إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ثلث الجنة بل أنتم نصف أهل الجنة أو شطر أهل الجنة وتقاسمونهم النصف الثاني ] وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن ابن عباس ﴿ على سرر موضونة ﴾ قال : مصفوفة وأخرج سعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عنه قال : مرمولة بالذهب وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبزار وابن مردويه والبيهقي في البعث عن عبد الله بن مسعود قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا ] وأخرج أحمد والترمذي والضياء عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ إن طير الجنة كأمثال البخت ترعى في شجر الجنة فقال أبو بكر : يا رسول الله إن هذه الطير لناعمة قال : آكلها أنعم منها وإني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها ] وفي الباب أحاديث وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله :﴿ كأمثال اللؤلؤ المكنون ﴾ قال : الذي في الصدف وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ لا يسمعون فيها لغوا ﴾ قال : باطلا ﴿ ولا تأثيما ﴾ قال : كذبا
٣٦ - ﴿ فجعلناهن أبكارا ﴾ ﴿ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ﴾


الصفحة التالية
Icon