٣٧ - ﴿ عربا أترابا ﴾ العرب جمع عروب وهي المتحببة إلى زوجها قال المبرد : هي العاشقة لزوجها ومنه قول لبيد :

( وفي الخباء عروب غير فاحشة ريا الروادف يعشى ضوؤها البصرا )
وقال زيد بن أسلم : هي الحسنة الكلام قرأ الجمهور بضم العين والراء وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم بإسكان الراء وهما لغتان في جمع فعول والأتراب : هن اللواتي على ميلاد واحد وسن واحد وقال مجاهد : أترابا أمثالا وأشكالا وقال السدي أترابا في الأخلاق لا تباغض بينهن ولا تحاسد
قوله : ٣٨ - ﴿ لأصحاب اليمين ﴾ متعلق بأنشأناهن أو بجعلنا أو بأترابا والمعنى : أن الله أنشأهن لأجلهم أو خلقهن لأجلهم أو هن مساويات لأصحاب اليمين في السن أو هو خبر لمبتدأ محذوف : أي هن لأصحاب اليمين
٣٩ - ﴿ ثلة من الأولين ﴾
٤٠ - ﴿ ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين ﴾ هذا راجع إلى قوله :﴿ وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ﴾ أي هم ثلة من الأولين وثلة من الآخرين وقد تقدم تفسير الثلة عند ذكر السابقين والمعنى : أنهم جماعة أو أمة أو فرقة أو قطعة من الأولين وهم من لدن آدم إلى نبينا صلى الله عليه و سلم وجماعة أو أمة أو فرقة أو قطعة منالآخرين وهم أمة محمد صلى الله عليه و سلم وقال أبو العالية ومجاهد وعطاء بن أبي رباح والضحاك ثلة من الأولين يعني من سابقي هذه الأمة وثلة من الآخرين من هذه الأمة من آخرها
ثم لما فرغ سبحانه مما أعده لأصحاب اليمين شرع في ذكر أصحاب الشمال وما أعده لهم فقال : ٤١ - ﴿ وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال ﴾ الكلام في إعراب هذا وما فيه من التفخيم كما سبق في أصحاب اليمين
قوله : ٤٢ - ﴿ في سموم وحميم ﴾ إما خبر ثان لأصحاب الشمال أو خبر مبتدأ محذوف والسموم : حر النار والحميم : الماء الحار الشديد الحرارة وقد سبق بيان معناه وقيل السموم : الريح الحارة التي تدخل في مسام البدن
٤٣ - ﴿ وظل من يحموم ﴾ اليحموم يفعول من الأحم : وهو الأسود والعرب تقول أسود يحموم : إذا كان شديد السواد والمعنى : أنهم يفزعون إلى الظل فيجدونه ظلا من دخان جهنم شديد السواد وقيل وهو مأخوذ من الحم وهو الشحم المسود بالحتراق النار وقيل مأخوذ من الحمم وهو الفحم قال الضحاك : النار سوداء وكل ما فيها أسود


الصفحة التالية
Icon