٥٣ - ﴿ فمالئون منها البطون ﴾ أي مالئومن من شجر الزقوم بطونكم لما يلحقكم من شدة الجوع
٥٤ - ﴿ فشاربون عليه من الحميم ﴾ الضمير في عليه عائد إلى الزقوم والحميم الماء الذي قد بلغ حره إلى الغاية والمعنى : فشاربون على الزقوم عقب أكله من الماء الحار ويجوز أن يعود الضمير إلى شجر لأنه يذكر ويؤنث ويجوز أن يعود إلى الأكر المدلول عليه بقوله : لآكلون وقرئ من شجرة بالإفراد
٥٥ - ﴿ فشاربون شرب الهيم ﴾ قرأ الجمهور ﴿ شرب الهيم ﴾ بفتح الشين وقرأ نافع وعاصم وحمزة بضمها وقرأ مجاهد وأبو عثمان النهدي بكسرها وهي لغات قال أبو زيد : سمعت العرب تقول بضم [ الشين ] وفتحها وكسرها قال المبرد : الفتح على أصل المصدر والضم اسم المصدر والهيم : الإبل العطاش التي لا تروى لداء يصيبها وهذه الجملة بيان لما قبلها : أي لا يكون شربكم شربا معتادا بل يكون مثل شرب الهيم التي تعطش ولا تروى بشرب الماء ومفرد الهيم أهيم والأنثى هيماء قال قيس بن الملوح :

( يقال به داء الهيام أصابه وقد علمت نفسي مكان شفائيا )
وقال الضحاك وابن عيينة والأخفش وابن كيسان : الهيم الأرض السهلة ذات الرمل والمعنى : أنهم يشربون كما تشرب هذه الأرض الماء ولا يظهر له فيها أثر قال في الصحاح : الهيام بالضم : أشد العطش والهيام كالجنون من العشق والهيام : داء يأخذ الإبل تهيم في الأرض لا ترعى يقال ناقة هيماء والهيماء أيضا : المفازة لا ماء بها والهيام بالفتح : الرمل الذي لا يتماسك في اليد للينه والجميع هيم مثل قذال وقذل والهيام بالكسر الإبل العطاش
٥٦ - ﴿ هذا نزلهم يوم الدين ﴾ قرأ الجمهور ﴿ نزلهم ﴾ بضمتين وروي عن أبي عمرو وابن محيصن بضمة وسكون وقد تقدم أن النزل ما يعد للضيف ويكون أول ما يأكله ويوم الدين يوم الجزاء وهو يوم القيامة والمعنى : أن ما ذكر من شجر الزقوم وشراب الحميم هو الذي يعد لهم ويأكلونه يوم القيامة وفي هذا تهكم به لأن النزل هو ما يعد للأضياف تكرمه لهم ومثل هذا قوله :﴿ فبشرهم بعذاب أليم ﴾
وقد أخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن أبي أمامة قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يقولون : إن الله ينفعنا بالأعراب ومسائلهم [ أقبل أعرابي يوما فقال : يا رسول الله ذكر في القرآن شجرة مؤذية وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذي صاحبها : قال : وما هي ؟ قال : السدر فإن لها شوكا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أليس الله يقول :﴿ في سدر مخضود ﴾ ؟ يخضه الله شوكه فيجعل مكان كل شوكة ثمرة فإنها تنبت ثمرا يتفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لونا من الطعام ما منها لوم يشبه الآخر ] وأخرج ابن أبي داود والطبراني وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن عيينة بن عبد السلمي قال :[ كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه و سلم فجاء أعرابي فقال : يا رسول الله صلى الله عليه و سلم أسمعت تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكا منها : يعني الطلح فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصية التيس الملبود : يعني الخصي منها فيها سبعون لونا من الطعام لا يشبه لون آخر ] وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله :﴿ سدر مخضود ﴾ قال : خضده وقره من الحمل وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه قال : المخضود الذي لا شوك فيه وأخرج عبد بن حميد عنه أيضا قال : المخضود الموقر الذي لا شوك فيه وأخرج عبد الرزاق والفريابي وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن علي بن أبي طالب في قوله :﴿ وطلح منضود ﴾ قال : هو الموز وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي هريرة مثله وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري مثله وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب أنه قرأ وطلع منضود وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن قيس بن عباد قال : قرأت على علي بن أبي طالب ﴿ وطلح منضود ﴾ فقال علي : ما بال الطلح أما تقرأ وطلع ؟ ثم قال :﴿ طلع نضيد ﴾ فقيل له : يا أمير المؤمنين أنحكها في المصحف ؟ قال : لا يهاج القرآن اليوم وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله :﴿ منضود ﴾ قال : بعضه على بعض وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :[ إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها اقرأوا إن شئتم ﴿ وظل ممدود ﴾ ] وأخرج البخاري وغيره نحوه من حديث أنس وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما نحوه من حديث أبي سعيد وأخرج أحمد
والترمذي وحسنه والنسائي وغيرهم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله :﴿ وفرش مرفوعة ﴾ قال : ارتفاعها كما بين السماء والأرض ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام قال الترمذي بعد إخراجه هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد انتهى ورشدين ضعيف وأخرج الفريابي وهناد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أنس قال :[ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله :﴿ إنا أنشأناهن إنشاء ﴾ قال : إن المنشئات التي كن في الدنيا عجائز عمشا رمصا ] قال الترمذي : بعد إخراجه غريب وموسى ويزيد ضعيفان وأخرج الطيالسي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه وابن قانع والبيهقي في البعث عن سلمة بن يزيد الجعفي سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول في قوله :﴿ إنا أنشأناهن إنشاء ﴾ قال : الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال : خلقهن غير خلقهن الأول وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ أبكارا ﴾ قال : عذارى وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله :﴿ عربا ﴾ قال : عواشق ﴿ أترابا ﴾ يقول : مستويات وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ عربا ﴾ قال : عواشق لأزواجهن وأزواجهن لهن عاشقون ﴿ أترابا ﴾ قال : في سن واحد ثلاثا وثلاثين سنة وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : العروب الملقة لزوجها وأخرج مسدد في مسنده وابن المنذر والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن أبي بكرة [ عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله :﴿ ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين ﴾ قال : جميعهما من هذه الأمة ] وأخرج أبو داود الطيالسي ومسدد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن أبي بكرة : في قوله :﴿ ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين ﴾ قال : هما جميعا من هذه الأمة أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن عدي وابن مردويه قال السيوطي بسند ضعيف [ عن ابن عباس في قوله :﴿ ثلة من الأولين * وثلة من الآخرين ﴾ قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : هما جميعا من أمتي ] وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال : الثلتان جميعا من هذه الأمة وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله :﴿ وظل من يحموم ﴾ قال : من دخان أسود وفي لفظ : من دخان جهنم وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ شرب الهيم ﴾ قال : الإبل العطاش


الصفحة التالية
Icon