٨٠ - ﴿ تنزيل من رب العالمين ﴾ قرأ الجمهور بالرفع وقرئ بالنصب فالرفع على أنه صفة أخرى لقرآن أو خبر مبتدأ محذوف والنصب على الحال
٨١ - ﴿ أفبهذا الحديث أنتم مدهنون ﴾ الإشارة إلى القرآن المنعوت بالنعوت السابقة والمدهن والمداهن المنافق كذا قال الزجاج وغيره وقال عطاء وغيره : هو الكذاب وقال مقاتل بن سليمان وقتادة : مدهنون كافرون كما في قوله :﴿ ودوا لو تدهن فيدهنون ﴾ وقال الضحاك : مدهنون معرضون وقال مجاهد : ممالئون للكفار على الكفر وقال أبو كيسان : المدهن الذي لا يعقل حق الله عليه ويدفعه بالعلل والأول أولى لأن أصل المدهن الذي ظاهره خلاف باطنه كأنه يشبه الدهن في سهولته قال المؤرج : المدهن المنافق الذي يلين ليخفي كفره والإدهان والمداهنة : التكذيب والكفر والنفاق وأصله اللين وأن يسر خلاف ما يظهر وقال في الكشاف مدهنون : أي متهاونون به كمن يدهن في الأمر : أي يلين جانبه ولا يتصلب فيه تهاونا به انتهى قال الراغب : والإدهان في الأصل مثل التدهين لكن جعل عبارة عن المداراة والملاينة وترك الجد : كما جعل التقريد وهو نزع القراد عبارة عن ذلك ويؤيد ما ذكره قول أبي قيس بن الأسلت :
( الحزم والقوة خير من الـ | إدهان والعهه والهاع ) |