٨٣ - ﴿ فلولا إذا بلغت الحلقوم ﴾ أي فهلا إذا بلغت الروح أو النفس الحلقوم عند الموت ولم يتقدم لها ذكر لأن المعنى مفهوم عندهم إذا جاءوا بمثل هذه العبارة ومنه قول حاتم طي :


٨٤ -﴿ وأنتم حينئذ تنظرون ﴾ إلى ما هو فيه ذلك الذي بلغت نفسه أو روحه الحلقوم قال الزجاج : وأنتم يا أهل الميت في تلك الحال ترون الميت قد صار إلى أن تخرج نفسه والمعنى أنهم في تلك الحال لا يمكنهم الدفع عنه ولا يستطيعون شيئا ينفعه أو يخفف عنه ما هو فيه
٨٥ -﴿ ونحن أقرب إليه منكم ﴾ أي بالعلم والقدرة والرؤية وقيل أراد ورسلنا الذين يتولون قبضه أقرب إليه منكم ﴿ ولكن لا تبصرون ﴾ أي لا تدركون ذلك لجهلكم بأن الله أقرب إلى عبده من حبل الوريد أو لا تبصرون ملائكة الموت الذين يحضرون الميت ويتولون قبضه
٨٦ -﴿ فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها ﴾ يقال دان السلطان رعيته : إذا ساسهم واستعبدهم قال الفراء : دنته ملكته وأشد للحطيئة :
( لقد دنت أمر بنيك حتى... تركتهم أدق من الطحين )
أي ملكت ويقال دانه : إذا أذله واستعبده وقيل معنى مدينين محاسبين وقيل مجزيين ومنه قول الشاعر :
( ولم... يبق سوى العدوا ن دناهم كما دنوا )
والمعنى الأول أصق بمعنى الآية : أي فهلا إن كنتم غير مربوبين وملوكين ترجعونها : أي النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مقرها الذي كانت فيه
٨٧ -﴿ إن كنتم صادقين ﴾ ولن ترجعوها فبطل زعمكم إنكم غير مربوبين ولا مملوكين والعامل في قوله إذا بلغت هو قوله ترجعونها ولولا الثانية تأكيد للأولى قال الفراء : وربما أعادت العرب الحرفين ومعناهما واحد
ثم ذكر سبحانه طبقات الخلق عند الموت وبعده فقال : ٨٨ - ﴿ فأما إن كان من المقربين ﴾ أي السابقين من الثلاثة الأصناف المتقدم تفصيل أحوالهم
٨٩ -﴿ فروح وريحان وجنة نعيم ﴾ وقرأ الجمهور ﴿ روح ﴾ بفتح الراء ومعناه الراحة من الدنيا والاستراحة من أحوالهم وقال الحسن : الروح الرحمة وقال مجاهد : الروح الفرح وقرأ ابن عباسء وعائشة والحسن وقتادة ونصر بن عاصم والجحدري ﴿ فروح ﴾ بضم الراء ورويت هذه القراءة عن يعقوب قيل وسعيد بن جبير ومقاتل قال مقاتل : هو الرزق بلغة حمير يقال خرجت أطلب ريحان الله : أي رزقه ومنه قول النمر بن تولب
( سلامالإله وريحانه... ورحمته وسماء درر )
وقال قتادة : إنه الجنة وقال الضحاك : هو الرحمة وقال الحسن : هو الريحان المعروف الذي يشم قال قتادة والربيع بن خثيم : هذا عند الموت والجنة مخبوءة له إلى أن يبعث وكذا قال أبو الجوزاء وأبو العالية ومعنى وجنة نعيم أنها ذات تنعم وارتفاع روح وما بعده على الابتداء والخبر محذوف : أي فله روح


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
( أماوي ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر )