قوله : ١٠ - ﴿ يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ﴾ جعل العمل المذكور بمنزلة [ التجارة ] لأنهم يربحون فيه كما يربحون فيها وذلك بدخولهم الجنة ونجاتهم من النار قرأ الجمهور ﴿ تنجيكم ﴾ بالتخفيف من الإنجاء وقرأ الحسن وابن عامر وأبو حيوة بالتشديد من التنجية
ثم بين سبحانه هذه التجارة التي دل عليها فقال : ١١ - ﴿ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ﴾ وهو خبر في معنى الأمر للإيذان بوجوب الامتثال فكأنه قد وقع فأخبر بوقوعه وقدم ذكر الأموال على الأنفس لأنها هي التي يبدأ بها في الإنفاق والتجهز إلى الجهاد قرأ الجمهور تؤمنون وقرأ ابن مسعود آمنوا وجاهدوا على الأمر قال الأخفش : تؤمنون عطف بيان لتجارة والأولى أن تكون الجملة مستأنفة مبينة لما قبلها والإشارة بقوله ﴿ ذلكم ﴾ إلى ما ذكر من الإيمان والجهاد وهو مبتدأ وخبره ﴿ خير لكم ﴾ أي هذا الفعل خير لكم من أموالكم وأنفسكم ﴿ إن كنتم تعلمون ﴾ أي إن كنتم ممن يعلم فإنكم تعلمون أنه خير لكم لا إذا كنتم من أهل الجهل فإنكم لا تعلمون ذلك


الصفحة التالية
Icon