٢١ - ﴿ قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا ﴾ أي لتصرفنا عن عبادتها وقيل لتزيلنا وقيل لتمنعنا والمعنى متقارب ومنه قول عروة بن أذينة :

( إن تك عن حسن الصنيعة مأفو كا ففي آخرين قد أفكوا )
يقول : إن لم توفق للإحسان فأنت في قوم قد صرفوا عن ذلك ﴿ فأتنا بما تعدنا ﴾ من العذاب العظيم ﴿ إن كنت من الصادقين ﴾ في وعدك لنا به
٢٢ - ﴿ قال إنما العلم عند الله ﴾ أي إنما العلم بوقت مجيئه عند الله لا عندي ﴿ وأبلغكم ما أرسلت به ﴾ إليكم من ربكم من الإنذار والإعذار فأما العلم بوقت مجيء العذاب فما أوحاه إلي ﴿ ولكني أراكم قوما تجهلون ﴾ حيث بقيتم مصرين على كفركم ولم تهتدوا بما جئتكم به بل اقترحتم علي ما ليس من وظائف الرسل
٢٣ - ﴿ فلما رأوه عارضا ﴾ الضمير يرجع إلى ما في قوله :﴿ بما تعدنا ﴾ وقال المبرد والزجاج : الضمير في ﴿ رأوه ﴾ يعود إلى غير مذكور وبينه قوله :﴿ عارضا ﴾ فالضمير يعود إلى السحاب : أي فلما رأوا السحاب عارضا فعارضا نصب على التكرير : يعني التفسير وسمي السحاب عارضا لأنه يبدو في عرض السماء قال الجوهري : العارض السحاب يعترض في الأفق ومنه قوله :﴿ هذا عارض ممطرنا ﴾ وانتصاب عارضا على الحال أو التمييز ﴿ مستقبل أوديتهم ﴾ أي متوجها نحو أوديتهم قال المفسرون : كانت عاد قد حبس عنهم المطر أياما فساق الله إليهم سحابة سوداء فخرجت عليهم من واد لهم : يقال له المعتب فلما رأوه مستقبل أوديتهم استبشروا و ﴿ قالوا هذا عارض ممطرنا ﴾ أي غير فيه مطر وقوله :﴿ مستقبل أوديتهم ﴾ صفة لعارض لأن إضافته لفظية لا معنوية فصح وصف النكرة به وهكذا ممطرنا فلما قالوا ذلك أجاب عليهم هود فقال :﴿ بل هو ما استعجلتم به ﴾ يعني من العذاب حيث قالوا :﴿ فأتنا بما تعدنا ﴾ وقوله :﴿ ريح ﴾ بدل من ما أو خبر مبتدأ محذوف وجملة ﴿ فيها عذاب أليم ﴾ صفة لريح والريح التي عذبوا بها نشأت من ذلك السحاب الذي رأوه


الصفحة التالية
Icon