وجواب القسم قوله : ٢ - ﴿ ما أنت بنعمة ربك بمجنون ﴾ ما نافية وأنت اسمها وبمجنون خبرها قال الزجاج : أنت هو اسم ما وبمجنون خبرها وقوله :﴿ بنعمة ربك ﴾ كلام وقع في الوسط : أي انتفى عنك الجنون بنعمة ربك كما يقال أنت بحمد الله عاقل قيل الباء متعلقة بمضمر هو حال كأنه قيل أنت بريء من الجنون ملتبسا بنعمة الله التي هي النبوة والرياسة العامة وقيل الباء للقسم : أي وما أنت ونعمة ربك بمجنون وقيل النعمة هنا الرحمة والآية رد على الكفار حيث قالوا ﴿ يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ﴾
٣ - ﴿ وإن لك لأجرا ﴾ أي ثوابا على ما تحملت من أثقال النبوة وقاسيت من أنواع الشدائد ﴿ غير ممنون ﴾ أي غير مقطوع يقال مننت الحبل إذا قطعته وقال مجاهد : غير ممنون غير محسوب وقال الحسن : غير ممنون غير مكدر بالمن وقال الضحاك : أجرا بغير عمل وقيل غير مقدر وقيل غير ممنون به عليك من جهة الناس
٤ - ﴿ وإنك لعلى خلق عظيم ﴾ قيل هو الإسلام والدين حكى هذا الواحدي عن الأكثرين وقيل هو القرآن روي هذا عن الحسن والعوفي وقال قتادة : هو ما كان يأتمر به من أمر الله وينتهي عنه من نهي الله قال الزجاج : المعنى إنك على الخلق الذي أمرك الله به في القرآن وقيل هو رفقه بأمته وإكرامه إياهم وقيل المعنى : إنك على طبع كريم قال الماوردي : وهذا هو الظاهر وحقيقة الخلق في اللغة ما يأخذ الإنسان نفسه به من الأدب وقد ثبت في الصحيح عن عائشة أنها سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : كان خلقه القرآن وهذه الجملة والتي قبلها معطوفتان على جملة جواب القسم
٥ - ﴿ فستبصر ويبصرون ﴾ أي ستبصر يا محمد ويبصر الكفار إذا تبين الحق وانكشف الغطاء وذلك يوم القيامة


الصفحة التالية
Icon