١٠ - ﴿ ولا تطع كل حلاف ﴾ أي كثير الحلف بالباطل ﴿ مهين ﴾ فعيل من المهانة وهي القلة في الرأي والتمييز وقال مجاهد : هو الكذاب وقال قتادة : المكثار في الشر وكذا قال الحسن وقيل هو الفاجر العاجز وقيل هو الحقير عند الله وقيل هو الذليل وقيل هو الوضيع
١١ - ﴿ هماز مشاء بنميم ﴾ الهماز المغتاب للناس قال ابن زيد : هو الذي يهمز بأخيه وقيل الهماز الذي يذكر الناس في وجوههم واللماز الذي يذكرهم في مغيبهم كذا قال أبو العالية والحسن وعطاء بن أبي رباح وقال مقاتل عكس هذا والمشاء بنميم : الذي يمشي بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم يقال نم ينم : إذا سعى بالفساد بين الناس ومنه قول الشاعر :

( ومولى كبيت النمل لا خير عنده لمولاه إلا سعيه بنميم )
وقيل النميم جمع نيمية
١٢ - ﴿ مناع للخير ﴾ أي بخيل بالمال لا ينفقه في وجهه وقيل هو الذي يمنع أهله وعشيرته عن الإسلام قال الحسن : يقول لهم من دخل منكم في دين محمد لا أنفعه بشيء أبدا ﴿ معتد أثيم ﴾ أي متجاوز الحد في الظلم كثير الإثم
١٣ - ﴿ عتل ﴾ قال الواحدي : المفسرون يقولون هو الشديد الخلق الفاحش الخلق وقال الفراء : هو الشديد الخصومة في الباطل وقال الزجاج : هو الغليظ الجافي وقال الليث : هو الأكول المنوع يقال عتلت الرجل أعتله : إذا جذبته جذبا عنيفا ومنه قول الشاعر :
( نقرعه قرعا ولسنا نعتله )
﴿ بعد ذلك زنيم ﴾ أي هو بعد ما عد من معايبه زنيم والزنيم هو الدعي الملصق بالقوم وليس هو منهم مأخوذ من الزنمة المتدلية في حلق الشاة أو الماعز ومنه قول حسان :
( زنيم تداعاه الرجال زيادة كما زيد في عرض الأديم الأكارع )
وقال سعيد بن جبير : الزنيم المعروف بالشر وقيل هو من قريش كان له زنمة كزنمة الشاة وقيل هو الظلوم
١٤ - ﴿ أن كان ذا مال وبنين ﴾ متعلق بقوله : لا تطع أي لا تطع من هذه مثالبه لكونه ذا مال وبنين قال الفراء والزجاج : أي لأن كان والمعنى : لا تطعه لماله وبنيه قرأ ابن عامر وأبو جعفر والمغيرة وأبو حيوة ﴿ أن كان ﴾ بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام وقرأ حمزة وأبو بكر والمفضل ﴿ أن كان ﴾ : بهمزتين مخففتين وقرأ الباقون بهمزة واحدة على الخبر وعلى قراءة الاستفهام يكون المراد به التوبيخ والتقريع حيث جعل مجازاة النعم التي خوله الله من المال والبنين أن كفر به وبرسوله وقرأ نافع في رواية عنه بكسر الهمزة على الشرط


الصفحة التالية
Icon