١٨ - ﴿ ولا يستثنون ﴾ يعني ولا يقولون إن شاء الله وهذه الجملة مستأنفة لبيان ما وقع منهم أو حال وقيل المعنى : ولا يستثنون للمساكين من جملة ذلك القدر الذي كان يدفعه أبوهم إليهم قاله عكرمة
١٩ - ﴿ فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ﴾ أي طاف على تلك الجنة طائف من جهة الله سبحانه والطائف قيل هو نار أحرقتها حتى صارت سوداء كذا قال مقاتل : وقيل الطائف جبريل اقتلعها وجملة ﴿ وهم نائمون ﴾ في محل نصب على الحال
٢٠ - ﴿ فأصبحت كالصريم ﴾ أي كالشيء الذي صرمت ثماره : أي قطعت فعيل بمعنى مفعول وقال الفراء : كالصريم كالليل المظلم ومنه قول الشاعر :

( تطاول ليلك الجون الصريم فما ينجاب عن صبح بهيم )
والمعنى : أنها حرقت فصارت كالليل الأسود قال : والصريم الرماد الأسود بلغة خزيمة وقال الأخفش أي كالصبح انصرم من الليل يعني أنها يبست وابيضت وقال المبرد : الصريم الليل والصريم النهار : أي ينصرم هذا عن هذا وذاك عن هذا وقيل سمي الليل صريما لأنه يقطع بظلمته عن التصرف وقال المؤرج : الصريم الرملة لأنها لا يثبت عليها شيء ينتفع به وقال الحسن : صرم منها الخير : أي قطع
٢١ - ﴿ فتنادوا مصبحين ﴾ أي نادى بعضهم بعضا داخلين في الصباح
قال مقاتل : لما أصبحوا قال بعضهم لبعض ٢٢ - ﴿ أن اغدوا على حرثكم ﴾ وأن في قوله أن اغدوا هي المفسرة لأن في التنادي معنى القول أو هي المصدرية : أي بأن اغدوا والمراد اخرجوا غدوة والمراد بالحرث الثمار والزرع ﴿ إن كنتم صارمين ﴾ أي قاصدين للصرم والغدو يتعدى بإلى وعلى فلا حاجة إلى تضمينه معنى الإقبال كما قيل وجواب الشرط محذوف : أي إن كنتم صارمين فاغدوا وقيل معنى صارمين ماضين في العزم من قولك سيف صارم
٢٣ - ﴿ فانطلقوا وهم يتخافتون ﴾ أي ذهبوا إلى جنتهم وهم يسرون الكلام بينهم لئلا يعلم أحد بهم يقال خفت يخفت : إذا سكن ولم ينبس ومنه قول دريد بن الصمة :
( وإن لم أهلك ملالا ولم أمت خفاتا وكلا ظنه بي عويمر )
وقيل المعنى : يخفون أنفسهم من الناس حتى لا يروهم فيقصدوهم كما كانوا يقصدون أباهم وقت الحصاد


الصفحة التالية
Icon