٤٠ -﴿ إنه لقول رسول كريم ﴾ أي إن القرآن لتلاوة رسول كريم على أن المراد بالرسول محمد صلى الله عليه و سلم أو إنه لقول يبلغه رسول كريم قال الحسن والكلبي ومقاتل : يريد به جبريل ودليله قوله :﴿ إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين ﴾ وعلى كل حال فالقرآن ليس من قول محمد صلى الله عليه و سلم ولا من قول جبريل عليه السلام بل هو قول الله فلا بد من تقدير التلاوة أو التبليغ
٤١ -﴿ وما هو بقول شاعر ﴾ كما تزعمون لأنه ليس من أصناف الشعر ولا مشابه له ﴿ قليلا ما تؤمنون ﴾ أي إيمانا قليلا تؤمنون وتصديقا يسيرا تصدقون وما زائدة
٤٢ -﴿ ولا بقول كاهن ﴾ كما تزعمون فإن الكهانة أمر آخر لا جامع بينها وبين هذا ﴿ قليلا ما تذكرون ﴾ أي تذكرا قليلا أو زمانا قليلا تتذكرون وما زائدة والقلة في الموضعين بمعنى النفي : أي لا تؤمنون ولا تتذكرون أصلا
٤٣ -﴿ تنزيل من رب العالمين ﴾ قرأ الجمهور بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف : أي هو تنزيل وقرأ أبو السماك بالنصب على المصدرية بإضمار فعل : أي نزل تنزيلا والمعنى : إنه لقول رسول كريم وهو تنزيل من رب العالمين على لسانه
٤٤ -﴿ ولو تقول علينا بعض الأقاويل ﴾ أي ولو تقول ذلك الرسول وهو محمد أو جبريل على ما تقدم والتقول تكلف القول والمعنى : لو تكلف ذلك وجاء به من جهة نفسه وسمي الافتراء تقولا لأنه قول متكلف وكل كاذب يتكلف ما يكذب به قرأ الجمهور ﴿ تقول ﴾ مبنيا للفاعل وقرئ مبنيا للمفعول مع رفع بعض وقرأ ابن ذكوان ﴿ ولو تقول ﴾ على صيغة المضارع والأقاويل جمع أقوال والأقوال جمع قول
٤٥ -﴿ لأخذنا منه باليمين ﴾ أي بيده اليمين قال ابن جرير : إن هذا الكلام خرج مخرج الإذلال على عادة الناس في الأخذ بيد من يعاقب وقال الفراء والمبرد والزجاج وابن قتيبة ﴿ لأخذنا منه باليمين ﴾ أي بالقوة والقدرة قال ابن قتيبة : وإنما أقام اليمين مقام القوة لأن قوة كل شيء في ميامنه ومن هذا قول الشاعر :
( إذا ما راية نصبت لمجد
تلقاها عرابة باليمين )
وقول الآخر :
( ولما رأيت الشمس أشرق نورها
تناولت منها حاجتي بيميني )
٤٦ -﴿ ثم لقطعنا منه الوتين ﴾ الوتين عرق يجري في الظهر حتى يصل بالقلب وهو تصوير لإهلاكه بأفظع ما يفعله المملوك بمن يغضبون عليه قال الواحدي : والمفسرون يقولون إنه نياط القلب انتهى ومن هذا قول الشاعر :