٢٥ - ﴿ للسائل والمحروم ﴾
٢٦ - ﴿ والذين يصدقون بيوم الدين ﴾ أي بيوم الجزاء وهو يوم القيامة لا يشكون فيه ولا يجحدونه وقيل يصدقونه بأعمالهم فيتعبون أنفسهم في الطاعات
٢٧ - ﴿ والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ﴾ أي خائفون وجلون مع ما لهم من أعمال الطاعة استحقارا لأعمالهم واعترافا بما يجب لله سبحانه عليهم
وجملة ٢٨ - ﴿ إن عذاب ربهم غير مأمون ﴾ مقررة لمضمون ما قبلها مبينة أن ذلك مما لا ينبغي أن يأمنه أحد وأن حق كل أحد أن يخافه
٢٩ - ﴿ والذين هم لفروجهم حافظون ﴾ إلى قوله :﴿ فأولئك هم العادون ﴾ قد تقدم تفسيره في سورة المؤمنين مستوفى
٣٠ - ﴿ إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ﴾
٣١ - ﴿ فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ﴾ قد تقدم تفسيره في سورة المؤمنين مستوفى
٣٢ - ﴿ والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ﴾ أي لا يخلون بشيء من الأمانات التي يؤتمنون عليها ولا ينقضون شيئا من العهود التي يعقدونها على أنفسهم قرأ الجمهور ﴿ لأماناتهم ﴾ بالجمع قرأ ابن كثير وابن محيصن ﴿ لأماناتهم ﴾ بالإفراد والمراد الجنس
٣٣ - ﴿ والذين هم بشهاداتهم قائمون ﴾ أي يقيمونها على من كانت عليه من قريب أو بعيد أو رفيع أو وضيع ولا يكتمونها ولا يغيرونها وقد تقدم القول في الشهادة من سورة البقرة قرأ الجمهور ﴿ بشهاداتهم ﴾ بالإفراد وقرأ حفص ويعقوب وهي رواية عن ابن كثير بالجمع قال الواحدي والإفراد أولى لأنه مصدر ومن جمع ذهب إلى اختلاف الشهادات قال الفراء : ويدل على قراءة التوحيد قوله تعالى :﴿ وأقيموا الشهادة لله ﴾
٣٤ - ﴿ والذين هم على صلاتهم يحافظون ﴾ أي على أذكارها وأركانها وشرائطها لا يخلون بشيء من ذلك قال قتادة : على وضوئها وركوعها وسجودها وقال ابن جريح : المراد التطوع وكرر ذكر الصلاة لاختلاف ما وصفهم به أولا وما وصفهم به ثانيا فإن معنى الدوام : هو أن لا يشتغل عنها بشيء من الشواغل كما سلف ومعنى المحافظة : أن يراعي الأمور التي لا تكون صلاة بدونها وقيل المراد يحافظون عليها بعد فعلها من أن يفعلوا ما يحبطها ويبطل ثوابها وكرر الموصولات للدلالة على أن كل وصف من تلك الأوصاف لجلالته يستحق أن يستقل بموصوف منفرد
والإشارة بقوله : ٣٥ - ﴿ أولئك ﴾ إلى الموصوفين بتلك الصفات ﴿ في جنات مكرمون ﴾ أي مستقرون فيها مكرمون بأنواع الكرامات وخبر المبتدأ قوله :﴿ في جنات ﴾ وقوله :﴿ مكرمون ﴾ خبر آخر ويجوز أن يكون الخبر مكرمون وفي جنات متعلق به
٣٦ - ﴿ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين ﴾ أي أي شيء لهم حواليك مسرعين : قال الأخفش : مهطعين مسرعين ومنه قول الشاعر :

( بمكة أهلها ولقد أراهم إليهم مهطعين إلى السماع )
وقيل المعنى : ما بالهم يسرعون إليك يجلسون حواليك ولا يعملون بما تأمرهم وقيل ما بالهم مسرعين إلى التكذيب وقيل ما بال الذين كفروا يسرعون إلى السماع إليك فيكذبونك ويستهزئون بك وقال الكلبي : إن المعنى : مهطعين ناظرين إليك وقال قتادة : عامدين وقيل مسرعين إليك مادي أعناقهم مديمي النظر إليك


الصفحة التالية
Icon