١٠ - ﴿ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ﴾ أي سلوه المغفرة من ذنوبكم السابقة بإخلاص النية ﴿ إنه كان غفارا ﴾ أي كثير المغفرة للمذنبين وقيل معنى استغفروا : توبوا عن الكفر إنه كان غفارا للتائبين
١١ - ﴿ يرسل السماء عليكم مدرارا ﴾ أي يرسل ماء السماء عليكم ففيه إضمار وقيل المراد بالسماء المطر كما في قول الشاعر :
( إذا نزل السماء بأرض قوم | رعيناه وإن كانوا غضابا ) |
وفي هذه الآية دليل على أن الاستغفار من أعظم أسباب المطر وحصول أنواع الأرزاق ولهذا قال : ١٢ - ﴿ ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ﴾ يعني بساتين ﴿ ويجعل لكم أنهارا ﴾ جارية قال عطاء : المعنى يكثر أموالكم وأولادكم أعلمهم نوح عليه السلام أن إيمانهم بالله يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة الخصب والغنى في الدنيا
١٣ - ﴿ ما لكم لا ترجون لله وقارا ﴾ أي أي عذر لكم في ترك الرجاء والرجاء هنا بمعنى الخوف : أي مال لكم لا تخافون الله والوقار العظمة من التوقير وهو التعظيم والمعنى لا تخافون حق عظمته فتوحدونه وتطيعونه و ﴿ لا ترجون ﴾ في محل نصب على الحال من ضمير المخاطبين والعامل فيه معنى الاستقرار في لكم ومن إطلاق الرجاء على الخوف قول الهذلي :
( إذا لسعته النحل لم يرج لسعها )
وقال سعيد بن جبير وأبو العالية وعطاء بن أبي رباح ما لكم لا ترجون لله ثوابا ولا تخافون منه عقابا وقال مجاهد والضحاك : ما لكم لا تبالون لله عظمة قال قطرب : هذه لغة حجازية وهذيل وخزاعة ومضر يقولون : لم أرج لم أبل وقال قتادة : ما لكم لا ترجون لله عاقبة الإيمان وقال ابن كيسان : ما لكم لا ترجون في عبادة الله وطاعته أن يثيبكم على توقيركم خيرا وقال ابن زيد : ما لكم لا تؤدون لله طاعة وقال الحسن : ما لكم لا تعرفون لله حقا ولا تشكرون له نعمة